ما يحتاجه السودانيون للعودة إلى ديارهم بعد الحرب
بقلم – حسام الدين كرنديس
بعد كل صراع تبرز تحديات هائلة أمام النازحين واللاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم، عانى الشعب السوداني من نزاعات طويلة تركت أثرا عميقا على الأفراد والمجتمع والبنية التحتية ، تسببت الحرب في تهجير الملايين داخل السودان وخارجه، وأدت إلى تدمير كبير في المدن والقرى، مما جعل العودة إلى الحياة الطبيعية أمرا صعبا، مع انتهاء الحرب، تلوح في الأفق فرص لإعادة الإعمار والاستقرار، لكن ذلك يتطلب خطوات شاملة واستراتيجيات مستدامة تلبي احتياجات العائدين الأساسية والإنسانية.
أهم الأشياء التي يحتاجها السودانيون بعد العودة إلى ديارهم
*. الأمن والاستقرار
بعد وقف دائم لإطلاق النار: يحتاج السودانيون إلى ضمانات بعدم تجدد الصراعات، من خلال وضع دستور شامل و لازم بالتطبيق و عقد اتفاقيات بين السلطات السودانية دون دخول اي جهة خارجية.
تعزيز سلطة الدولة: بناء أجهزة أمنية موحدة ونزيهة تضمن حماية المدنيين وتحفظ القانون.
إزالة الألغام: تطهير المناطق المتضررة من الألغام والمواد المتفجرة التي تهدد حياة السكان.
*. إعادة الإعمار والبنية التحتية
إصلاح المساكن المدمرة: توفير حلول سريعة لإعادة بناء المنازل، سواء عبر الدعم الحكومي أو المنظمات الدولية.
البنية التحتية الأساسية: إعادة تأهيل الطرق، المدارس، المستشفيات، وشبكات الكهرباء والمياه لضمان استئناف الحياة اليومية.
مراكز إيواء مؤقتة: توفير أماكن امنة للعائدين لحين اكتمال إعادة الإعمار.
*. الخدمات الأساسية
الرعاية الصحية: إنشاء مراكز طبية وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية في المناطق المتضررة.
التعليم: إعادة فتح المدارس وترميمها لضمان عودة الأطفال إلى حجرات الدراسة.
الغذاء والمياه: تقديم إمدادات غذائية ومياه نظيفة للعائدين في الأشهر الأولى.
*. العدالة والمصالحة
المساءلة: محاكمة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت أثناء الحرب لضمان عدم الإفلات من العقاب.
برامج المصالحة الوطنية: معالجة التوترات المجتمعية وتعزيز التعايش السلمي.
تعويض الضحايا: تقديم الدعم المالي والنفسي للمتضررين من النزاع.
*. الدعم الاقتصادي
فرص العمل: خلق وظائف للعائدين من خلال إعادة تفعيل الزراعة والصناعات المحلية و تقديم ضمانات للمستثمرين.
تمويل المشاريع الصغيرة: تقديم قروض ومنح تساعد الأفراد في بناء حياتهم من جديد.
التعاونيات الزراعية: دعم الفلاحين من خلال توفير المعدات والبذور وإعادة تأهيل الأراضي الزراعية.
*. التوعية المجتمعية
تعزيز التعايش: تنظيم حملات توعوية لتعزيز الوحدة الوطنية والتعايش بين مختلف مكونات المجتمع.
الدعم النفسي: تقديم جلسات علاجية للتعامل مع الصدمات النفسية الناجمة عن الحرب.
الإعلام: دور الإعلام في نشر رسائل السلام والتعاون المجتمعي.
*. دور المجتمع الدولي
الدعم الإنساني: استمرار دور الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في تقديم المساعدات العاجلة.
التمويل الدولي: تقديم منح وقروض للدولة لدعم عمليات إعادة الإعمار والتنمية.
المراقبة: مراقبة تنفيذ المنح و ضمان وصولها لمستحقيها وضمان استدامتها.
الخلاصة
إن عودة السودانيين إلى ديارهم بعد الحرب ليست مجرد مسألة إعادة بناء للمنازل والبنية التحتية، بل هي رحلة متكاملة نحو استعادة الأمان والكرامة الإنسانية، تتطلب هذه الرحلة جهودا متضافرة من الدولة، المجتمع المدني، والمنظمات الدولية لتحقيق الأمن والتنمية المستدامة، إن بناء سودان ما بعد الحرب يجب أن يرتكز على المصالحة الوطنية، العدالة الاجتماعية، والتنمية الاقتصادية لضمان مستقبل مشرق لجميع أبنائه، عودة النازحين إلى ديارهم ليست مجرد نهاية للحرب، بل بداية لمرحلة جديدة من الأمل والعمل.