رب ضارة نافعة

رب ضارة نافعة

بقلم : د. جيهان الياس

د. جيهان الياس

– كثير من الناس إنشغل بهموم الدنيا كأنها مسلسل لا نهاية له وأصبح الهم الأول والأخير هو ترتيب أولويات الحياة من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وترفيه لمن إستطاع… ليس مهما كم يكلف ذلك من طاقة بدنية وقيمة مادية  بل الأهم هو توفير كل الاحتياجات ، ولا عذر لمن أنذر . ونحن نعلم أن بلادنا تمر بمنعطف خطير بكل المقاييس ويحتاج لصبر طويل ليتحقق الهدف المنشود وتستقر الحياة بشكل يرضي الأغلبية،،، لم يتوقف أحد عن العمل أو البحث عن وظيفة أخري ليزيد دخله ولو علي حساب صحته عسي ولعل يستطيع توفير الحد المناسب من متطلبات الأسرة … انتشرت الضارة (جائحة كورونا العالمية ) لتصبح نافعة لبعض الذين اهلكتهم حمي الكفاح .. نعم نافعة كما يقال رب ضارة نافعة وأقول ذلك من واقع التجربة …كيف ؟  بالحظر الجزئي وبعده الحظر الشامل حيث البقاء في البيوت وأخذ قسط كافي من الراحة والتقرب من أهل البيت ومعرفة تفاصيل ما لم يكن في الحسبان ومناقشة بعض الأمور المهمة والانتباه الي النواقص المنزلية ثم  توفيرها بالإضافة إلي الانتباه الي الأمور الخاصة التي يلهينا عنها دوام العمل … ثم فقط نكتفي بما هو ممكن وتبسيط الأشياء بحجة الحظر .. تلقائيا يرتاح العقل المدبر لشؤون الأسرة من التفكير والانشغال بأمور العمل ليهدأ في هذه الفترة (فترة النقاهة) … عافانا  الله وعافاكم …وللنفس المرهقة راحة هنية .