“سطحية في القاع”

 

نانسي خالد

 

” سطحية في القاع “

قصيدة لـ نانسي خالد

وإيقاع الماء يُقلقني،

انتظر نهايتي إن كان لي،

فلستُ “بوسيدون” أعزائي وسادتي.
ولستُ “أرتميس”..

لكني أبرع في الاصطياد.. ولا أُصدق كل هذه التُرهات.

  تعالي وتعَالي، وموجي تحت قدمي.
وقولي لي: سلام، واسمعي لي كلام.
واقتربي لإغراقي، واصنعي لي نجاة.

تعالي غدًا، فيا مرحبًا بالمياه.
أو تعالي البارحة، فوداعًا للحياة.

اقتلي لي قلبًا، إن وجد لي.
وإغرقي لي قالبًا، فستجدي لي.

وجدي لي وجدنًا، إن أمكنكِ.
وقولي لهم وداعًا، إن سئلتِ.

لا تلمسي أناملي، فهي ليست لي.
لا تُجعدي شعري، فلا يليق بي.

قولي: نانسي أعذريني، فليس عُذرًا لك.
لكن اقتليني، فهذا مُناسبٌ لك.

خذيني إلى بعيدٍ، إلى أرض حي الموتِ،
كـ”موتِ قلبِ المؤمن”
كـأرضِ موطني!
كالعيش في موطن لي؛ فليس الوطن لي،
ولا السماء تفهمني، لكن الله يسمعني!
سطحيةٌ حد القاع، وجرفتني الأمواج.
وانزلقت للقاع، مع الأسماك.
صرختُ: النجدة.
وسمعتُ ترددًا لصوتي،
يمشي كـ”موجة”، ويسافر طلبًا للنجدة.
ولم تسمعها سوى الأسماك في البحرِ.
ولم يأتو للنجدة، ولن يأتو للنجدة.
سيأتون بعد دفني، ذاك إن وجدوا جُثتي.

خُذ نفساً وأنت تركض في نصي!
وسآخذ نفساً وأنا أغرق في نفسي.

الوصول للقاع مؤذي والتيار يجرفني؛  لكنه لا يؤذي.
كـالخوض في نصي،
كـأكل عظمي، كـموت طفلٍ،
كـشق نفسي،
كـعربة طفلٍ في رجلي شخص،
شخصٌ أصمٌ “أبكم” أعمى بنصي.

 ولا القاع مؤذي
وإن سُئلتُ عن الغرق
فسأغرق وأمضي!
فأنا السطحية، والقاع نفسي.