الحرب بعيون طفلة سودانية: شرور الكبار تُبعثِر أحلام الصغار
تركت سنة واحدة من الحرب في السودان حوالي 19 مليون طفل خارج فصول الدراسة، وتغيرت حياة مئات الآلاف منهم للأبد بعد أن نزحت أسرهم أو فقدوا والديهم. ولا يقتصر أثر الحرب على ذلك بل يمتد ليحفر عميقا في ذاكرة الأطفال وتصوراتهم البريئة للعالم، بما بترك فيهم انطباعا مؤلما لا يمحى من مخيلاتهم بسهولة.
كثير من الأطفال يعبرون عن فاجعة الحرب بكلمات بسيطة، لكن الطفلة السودانية علا علاء الدين بشير ذات الـ 13 عاما كتبت موضوعا مؤثرا ضمن واجباتها التي طلبتها المدرسة، ففتحت كلماتها البسيطة والبليغة نافذة لنطل منها على ما تمثله الحرب للأطفال السودانيين: عالم من الدمار والمستقبل القاتم، تسبب فيه الكبار بشرورهم التي لا تنتهي.
موقع أوبن سودان ينشر أدناه النص الذي كتبته التلميذة الطفلة علا علاء الدين بشير لمدرستها في المملكة العربية السعودية، وجعلت له عنوانا “الحرب والسلام”:
الحرب والسلام
بين طيات صفحات الحروب أوراق مخطوطة بحبر قاتم السواد، شديدة الكراهية، مملوءة بالحقد، يسمع فيها صوت الحزن في الرياح ممزوجا بدمعة الفتى مع الصياح، الحروب قصة حزينة لا تنتهي مآسيها، بخار الشر يلوث الشوارع النقية، وتسعر البندقية بنار الحقد تقتل بها أرواح بريئة ما كانت إلى أن ترجو العيش بسلام
يموت الشاب في عنفوان شبابه، والمرأة في بداية أزهارها، والصبي الذي كان يظن أن الحياة ستتفتح من حوله، والطفل الذي يصبح طيرا قبل أن تشبع أمه من ضمه إلى حجرها فيصبح الأمر كشعرة في عين مبتور اليدين.
لذا؛ يلعب السلام دورا مهما في حياة أي ابن آدم، فاكتفينا من مناظر العويل والأنين، ننتظر شمس الشروق لينجلي هذا الظلام القاسي، وتدفئ قلوبنا مع نسمة أمان تلامس فؤادنا، نستمع إلى الضحكات وهي تتعالى مع أصوات مرح الصبية.
سنعود و لو طال الغياب ..
نحيك تاريخنا المجيد من جديد ..
و تعود العمامة رمزا للعزه و الشرف ..”