قصة أول لعبة سودانية تتجاوز المليون تنزيل في متجر Google !

يبدو الاسم بسيطاً: “لعبة إنسان حيوان نبات بلاد أونلاين” هذا هو العنوان الذي سيصادفك غالباً في متجر تطبيقات غووغل الشهير عند البحث عن هذه الفئة المشهورة من الألعاب، وستجد أن اللعبة تحظى بتقييمات عالية (فئة أربع نجوم، مع أكثر من 12 ألف تقييم). هذه اللعبة التي تم تحميلها أكثر من مليون مرة، هي لعبة سودانية بالكامل.
وهذه اللعبة، هي الوحيدة حتى الآن التي تحقق هذا النجاح بتجاوز حاجز المليون تنزيل على المتجر، مما يجعلها واحدة من أكثر الألعاب نجاحاً ليس فقط في السودان وإنما بين مستخدمي الألعاب العرب في متجر غووغل بلاي.
لعبة إنسان حيوان جماد بلاد هي في الأصل لعبة تقليدية، يتم لعبها بالأوراق، ولكن مطور اللعبة أ”يمن الشيخ” قرر نقلها إلى عالم الموبايل وجعلها متاحة للّعب مباشرة أونلاين مع إضافة بعض المزايا التشويقية، لتقديم أفضل تجربة للمستخدم كما يقول في منشور تعريفي عن اللعبة.

أيمن الشيخ – مطوّر اللعبة

 

قام أيمن الشيخ بتنفيذ واجهات اللعبة، ووظائف اللعب في التطبيق الخاص بالموبايل، وانضم إليه بعد عام من إطلاقها مصمم ساعده في تصميم واجهة اللعبة.
بدأ تطوير اللعبة في فبراير من عام 2018. واستغرق إتمامها بالكامل أسبوعا واحداً. وفي البداية نشر أيمن لعبته بين الأصدقاء والمعارف، وسرعان ما حققت اللعبة نجاحاً كبيراً وبدأ الناس يتحدثون عنها في وسائط التواصل الاجتماعي، وقدموا له مقترحاتهم بشأن اللعبة، مما ساعده في تطويرها في المرحلة اللاحقة.
وكان أيمن طالباً في علوم الكمبيوتر في جامعة الخرطوم. وكانت الجامعة مغلقة في ذلك الوقت، مما دفعه للاستفادة من وقته في تطوير اللعبة. ويقول: “أردت صقل مهاراتي في البرمجة. عندما يتعلق الأمر بتطوير تطبيقات أو ألعاب الهاتف المحمول، والتي تتطلب تقنيات اتصال فورية يتم استخدامها في الدردشة والألعاب متعددة اللاعبين وما إلى ذلك، واعتبرت الأمر  تحديًا!”

ساعدت خاصية مشاركة اللعب في رواج اللعبة

 

وفي الواقع لم يكن نجاح هذه اللعبة السودانية وليد المصادفة، فقد بذل مطورها مجهوداً لدراسة رغبات المستخدمين وسلوكهم وما يريدونه بالضبط من اللعبة. يقول أيمن الشيخ: “أجرينا على مدار أشهر عدة اختبارات لواجهات اللعبة وتجربة المستخدم معها، كما أجرينا هذه الاختبارات بعد 10 أشهر من الإصدار الأول عندما لاحظنا أن هناك حركة تنزيل من دول عربية أخرى. وفيما بعد، لاحظنا وجود مجموعة من المشاكل. أولها يتعلق بالاحتفاظ بالمستخدم. والثاني حول الوقت الإجمالي الذي يقضيه اللاعب في اللعبة والذي كان قصيرًا جِدًّا عند قياسه بألعاب أخرى عبر الإنترنت. لذلك قمنا بتنفيذ نوع من الميزات الاجتماعية مثل وجود أصدقاء في اللعبة وأعطينا لاعبينا القدرة على دعوة أصدقائهم إلى التباري متى أرادوا ذلك. بالإضافة إلى ذلك، أضفنا نقاطًا ونظامًا للمكافآت بناءً على أداء اللاعب، فكلما لعبت أكثر، ستكسب المزيد من النقاط.”
ويضيف أيمن: “قمنا بتنفيذ نوع مخصص من المحفزات، فمثلا بنقرة واحدة ستحصل على مكافأة وهذا رفع معدل الاحتفاظ بالمستخدمين لدينا، وبنقرة واحدة أخرى ستتمكن من مشاركة اللعبة مع من تريد! وقمنا بمتابعة تصنيفات الألعاب في البلدان المختلفة، والتنزيلات اليومية، والمستخدمين النشطين يَوْمِيًّا، وتحليل منافسينا، كما قمنا بتعديل عنوان اللعبة ووصفها وشعارها لمنح المستخدم انطباعًا أَوَّلِيًّا جيدًا عن اللعبة وميزاتها. أدى ذلك إلى زيادة كبيرة في معدل اكتساب المستخدمين ومعدل التنزيل.”
هذه اللعبة لم تكلف الكثير. يضيف أيمن: م”ن منظور تسويقي، أنفقنا صفر دولار، لقد روجت اللعبة لنفسها، ودفعنا فقط لمزودي خدمة استضافة السيرفر. لذلك، فإن التنزيلات التي تبلغ أكثر من مليون تنزيل هي حركة تنزيل طبيعية خالصة معظمها من متجر Google play وإحالات المستخدمين ومنشورات الوسائط الاجتماعية”.
والآن يعمل أيمن ورفاقه على مشروع جديد يسمى يل نلعب وهو منصة ألعاب متكاملة، تتيح لمطوري الألعاب السودانيين إضافة ألعابهم والاستفادة من قاعدة ضخمة من المستخدمين، مما يحقق الفائدة للجميع.
تبدو قصة نجاح لعبة إنسان حيوان نبات بلاد محفزة لمطوري الألعاب والتطبيقات السودانيين، وبحسب تقرير لوكالة رويترز مؤخراً فقد حققت صناعة الألعاب في العالم حوالي 159.3 بليون دولار في العام 2020، مما يجعل تطوير الألعاب نفسه، أكثر من مجرد لعبة! .