عبقرية المرأة
عبقرية المرأة
بقلم : د. جيهان الياس
– ضجت الأسافير انتقادا وسخرا وتحربضا لأهل ولايتي نهر النيل والشمالية بتعيين امرأة واليا للمنطقة … هل الفشل حصريا علي النساء ؟ هل المرأة لا تصلح لأن تكون مسؤولة ؟ هل المرأة منفصلة عن المجتمع ؟؟ لماذا لم تكن هذه الخطوة محسوبة من ضمن متطلبات التغيير . هنالك اعتقاد بأن أهل ولاية نهر النيل (دار جعل) لا يقبلون تعيين المرأة وهم لا يعرفون انسان المنطقة معرفة جيدة كما أنهم لا يعرفون المرأة في ولاية نهر النيل . استنكارهم جاء بناءا علي عقلية تكاد تكون أقرب لزمن الجاهلية الأولي . اقول لرجال نهر النيل أنتم ارفع من ان يسخر منكم أحد أيا كان فكره ودرجة فهمه و مستوي إدراكه لشخصية المرأة .. هولاء يريدون انتقاد سياسة الحكومة الانتقالية ولكن بأسلوب تحريضي لحضراتكم ..فالمرأة السودانية تقلدت مناصب ونجحت فيها نجاحا واضحا منذ زمن بعيد اي قبل الميلاد فكانت أماني ريناس أو أمانجي هي اشهر الملكات التي تقلدت مقاليد حكم مملكة كوش وإن لم تكن الأولى ولكن شهرتها نبعت من تحديات عهدها حيث حكمت لفترة ما يقارب الثلاثة عقود قبل الميلاد في فترة سقطت فيها الجارة الشمالية في يد الحكم الروماني بعد هزيمة جيوش ماركوس أنطونيوس وكليوباترا على يد القوات الرومانية في معركة أكتيوم وتبسط سيطرتها الكاملة على مصر .وتعتبر فاطمة احمد ابراهيم المولود في عام ١٩٣٢م أول برلمانية عربية وحظيت بنصيحة والدتها الشهيرة (جمالك ليس بوجهك ولا في شعرك جمالك هو ما يحتويه رأسك من معرفة) و الكثير من النساء السودانيات الرائدات في مجالات متعددة كما أن هناك نساء لا يعرفهن الإعلام وهن يمثلن المرأة المثالية في الإدارة والمسؤولية . هل تذكرون جيدا رئيسة كرواتيا ؟؟ هل تذكرون كيف كانت ترفع من الروح المعنوية للاعبين الكرواتيين في مباريات كأس العالم ؟؟ هل تذكرون كيف كانت تشد من أزرهم ؟؟ هل تذكرون كيف وكيف وكيف ؟؟ تفاصيل كثيرة أنتم ادري بها .. حينها جميعهم كانوا معجبين بأسلوبها واحتوائها للفريق الكرواتي ومنهم من نظم فيها شعرا جميلا يعرفه الأغلبية …وفي جانب آخر انتشرت جائحة كورونا وكانت أول الدول التي وضعت تدابير احترازية ضد فيروس كوفيد(19) هي نيوزلندا التي رئيسة وزرائها جاسيندا أرديرن فهي أعلنت في الثامن من يونيو الماضي شفاء آخر مريض بكورونا متحدثة عن انتصار بلادها علي جائحة كورونا .. أتدرون ما السبب ؟؟ فقط لانها اتخذت قرارا يعتبر الأول في العالم وهو إغلاق المطار واصدرت قرارات حاسمة لتقليل انتشار الوباء .وقد افلحت في ذلك وتشهد علي ذلك وسائل الإعلام العالمية والمحلية وكانت أنموذجا يعكس مدي نجاح المرأة …بدلا من الاحتجاج علي المرأة في قيادة الولاية كان من الأفضل أن يزرعون في نفسها الثقة بل ومساندتها والوقوف معها لتحقق نجاحات وإنجازات دون المقارنة بالرجال الولاة … المرأة عموما تتوفر فيها صفات قد تكون سبب للنجاح أولها الصبر وبعد النظر مرورا بالحرص علي احتواء الأزمات ولا ننسي ان المرأة ليس لديها الجرأة التي تجعلها تفكر في الفساد … دعونا نكون ايجابيين لنحقق الغايات المنشودة
.