ندى المكاشفي.. من قرية صغيرة بالسودان الى أبواب برلمان ولاية أمريكية

تقرير: اوبن سودان
- فاز والدها باللوتري، وهاجر الى امريكا عام 2002، وبعد 18 سنة من وصوله “لأرض الأحلام” تشق هي طريقها نحو الإنتخابات الامريكية المحلية لولاية ويسكونسن.. تعرفوا على السودانية “ندى المكاشفي”.
تقدم ندى- ابنة الرابعة والعشرين- نفسها الى الموقع الرسمي لحملتها الإنتخابية بأنها مولودة في “قرية زراعية صغيرة في السودان” وتبدو فخورة بطفولتها وعائلتها : “قضيت السنوات الست الأولى من حياتي في الركض حول حقول القطن وقصب السكر واللعب في روافد النيل الصغيرة التي كانت تمر عبر قريتنا خلال موسم الحصاد”.
وكمعظم العائلات السودانية ، يكون لكبار العائلة نصيب كبير في تشكيل قيم الاحفاد، وهو ما حدث لندى التي تقول ان جدّها غرس فيها قيم الإجتهاد، والإيمان بالخير في العالم. حملت ندى معها هذه القيم في مسيرتها المهنية اللاحقة التي قادتها الى الترشح عن مدينة ماديسون لمجلس ولاية ويسكونسن، عن الحزب الديمقراطي.

ستجرى الانتخابات في اغسطس القادم ، وتبدو ندى واثقة من دعم مجتمعها المحلي، الذي تشارك في انشطته بقوة. وتقول انها عملت لفترة في مجلس الشيوخ ، لولايتها ، وهناك رأت كيف ان السياسيين “الذين انتخبناهم لا يعبرون عن مصالحنا”.
تقدم ندى نفسها في حملتها الانتخابية بأنها “امرأة سوداء، مهاجرة، ومسلمة”. وكانت من الداعمين لحركة “حياة السود مهمة” وشاركت في الاحتجاجات الأخيرة في الولايات المتحدة التي اعقبت مقتل جورج فلويد. وتقول انها تريد تعزيز العدالة الاجتماعية في مدينتها، وانهاء التمييز على اساس العرق، ومحاربة أزمة المناخ، وسد الفجوة التعليمية بالمنطقة.

لم تكن حياة اسرة ندى سهلة في ماديسون، حين قدم والدها مهاجرين للمرة الأولى. كان عليهم ان يبدأوا حياتهم من الصفر تقريبا، وواجهوا نظام المدينة الذي لم يقدم لهم دعماً اجتماعياً واقتصادياً، وهو ما واجهته ايضاً العائلات المهاجرة الأخرى. وتقول ندى انها كانت ترى معاناة والدتها من “الروماتيزم” الذي اثر على حياة العائلة، وكانت ترى كيف تعاني العائلات الاخرى من مصاعب مشابهة.

والدا ندى حرصا على تربية اولادهم وتعليمهم، وتقول ان والدها علمها حب المكتبات العامة، ورغم صعوبة الحياة لهم كمهاجرين، الا انهم رأوا في مدينة ماديسون مكاناً يمكنهم فيه تحقيق “الحلم الأمريكي”. وتقول انها ادركت وجود فجوة في المساواة في التحصيل الاكاديمي بين الأطفال “السود” واقرانهم منذ وقت مبكر من حياتها.
تخرجت ندى المكاشفي من جامعة ويسكونسن ماديسون الشهيرة بشهادات في القانون والبيئة وريادة الاعمال. وهذه الجامعة مع الحكومة المحلية تشكلان اكبر موفر للوظائف العامة في المنطقة، والجامعة مشهورة بانها معقل لليبرالية السياسية. وتم تعيين ندى لمدة عامين في لجنة ماديسون المستدامة – وهي لجنة تلعب دورًا رائدًا في تعزيز ووضع معايير للاستدامة في المنطقة. وعملت ايضاً في هيئة الحاكم توني إيفرز في فريق التعيينات للموظفين في المجالس واللجان على مستوى ولاية ويسكونسن.

ندى المسلمة، تبدو فخورة بحجابها، لكنها كمنخرطة في الخدمة العامة ومدافعة عن المساواة، ونشرت فيديو لمسيرة فخر المثليين”برايد” بصفحتها الرسمية. ولأنها مرشحة لمدينتها في الولاية فان كل القضايا التي تطرحها في حملتها الانتخابية متعلقة بمدينتها ومجتمعها المحلي، ولم يرد اي ذكر لبلد والديها الأصلي – السودان- او قضايا السياسة الخارجية الامريكية في مناقشاتها العامة او برنامجها الانتخابي.

ندى تمثل جيلاً من المهاجرين الامريكيين من اصل سوداني الذين اتجه بعضهم لمجال العمل العام. وسبقتها السودانية مزاهر صالح التي فازت بمقعد في مجلس مدينة ايوا سيتي. ومع الشعبية التي تحظى بها حملتها في مدينة ماديسون، فان ندى، القادمة من تلك القرية السودانية الصغيرة، على وشك ان تصنع التاريخ في مدينتها.