كوشيب 20 والخلاف بين الغربيين
بقلم: النذير السر
– لم يفق الرأي العام العالمي من هول المنعطف الحاد الذي تمر به الدولة الاقوي في العالم امريكا عقب مقتل مواطن أمريكي من السود علي يد شرطي أمريكي وظل مستغرقا في متابعة الانقسام الغير مسبوق في التاريخ الأمريكي بسبب هذه القضية ولم يكن أحد يتوقع ان يصبح المواطن السوداني (كوشيب) هو من سيشكل نقطة توقف الصراع الداخلي الأمريكي ويوحده ضد اوثق الحلفاء الخارجيين (الاتحاد الاوروبي)
ويمكن القول ان قضية كوشيب هي اللهم عالميا بعد جائحة كوفيد19، فبعد إعلان الموقف الأمريكي بشأن المحكمة الجنائية الدولية عقب اعتقالها لكوشيب ووصفها بالمسيسة والفاسدة،ظهر الخلاف الأمريكي الأوروبي بشأن حكومة (قحت) أمريكا كانت قد طالبت حمدوك علنا بوقف حملات تحريض أوروبا لحثها علي رفع العقوبات المفروضة علي السودان وأكدت ان لاجدوي من هذه الطريقة! وعبرت امريكا بوضوح عن عدم استعدادها لدعم حكومة يسيطر عليها عدوها الاستراتيجي (احزاب اليسار) ولاحقا انحنت لصوت العاطفة العالمي مع الثورة السودانية عبر دخولها تحت مظلة (أصدقاء السودان) لتمارس وضع الاشتراطات القاسية التنفيذ ان لم تكن مستحيلة لحكومة عبد الله حمدوك وافترعت في ذات الاطار اتصالات مع رئيس مجلس السيادة توجت هذه الاتصالات بلقاء بينه ورئيس الوزراء الإسرائيلي وهذا مؤشر للمدي الذي وصل اليه التنسيق الامريكي والاسرائيلي مع قائد الجيش السوداني مقابل اصطفاف أوروبي وراء حمدوك.
ولعل تقرير الاتحاد الأوروبي الأخير يؤكد هذه المباينة في الرؤى بين الطرفين حيث يركز الأوروبيين بشكل أساسي علي أضعاف الأجهزة العسكرية وتجريدها من مصادر قوتها الاقتصادية بينما مضي التنسيق الاستخباراتي والعسكري بين واشنطن والأجهزة النظيرة في السودان الي إنضمام الجيش الي قوات(الافريكوم)من الواضح ان أمريكا فهمت ان القصد النهائي لاعتقال كوشيب ضرب حلفائها العسكريين(البرهان) كما لايستبعد الدور الفرنسي في هذه العملية وهذا مشابه لدور فرنسا في ليبيبا المخالف للموقف الأوروبي والأمريكي وهذا أحد اسباب الخلاف بين واشنطن وباريس حيث تتمدد أمريكا في ساحات النفوذ الفرنسي التاريخية خصوصا في أفريقيا.
هذا الوضوح في الموقف الأمريكي لن يملك معه سفير بريطانيا بالخرطوم رئيس الوزراء الفعلي غير الصمت والكف عن التغريد،أمريكا استثمرت لأكثر من30عاما في السياسية السودانية (نيفاشا) (أبوجا) ولن تدع كل هذه الجهود تذهب للقارة العجوز، ورأينا كيف تحالفت في ملف ليبيا مع حليفتها تركيا الدولة المعضلة بالنسبة للاتحاد الأوروبي وكيف كان موقفا خجولا ومترددا الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي من ليبيا رغم تأثيرها الجيواستراتيجي بالنسبة للأمن الاوروبي.(الاتحاد الأوروبي.وقحت)يتشابهان من حيث التردد وعدم المقدرة علي اتخاذ القرارات الكبيرة.صحيح ان بريطانيا صوتت للخروج من الاتحاد الأوروبي ولكنها في الملف السوداني أقرب الرؤية الأوروبية من الأمريكية.علي كل قد بدأ واضحا ان البرهان قد بسط سيطرته تماما علي ساحة النفوذ الدولي ولنرى ماذا تحمل الأيام القادمة والتي تؤشر كل القراءات انها حاسمة فيما يتعلق باستمرار اونهاية حكومة الحرية والتغيير.