الحراك الإسلامى بين تصدر المشهد وتجنبه.. رؤية مستقبلية

بقلم:  د. محمد حسن محجوب

من افضل النماذج فى تجارب الحراك الاسلامى فى المشاركة السياسية هو نموذج تجربة الحراك الاسلامى فى الجزائر ضد نظام بوتفليقة عندما تجنب الاسلاميون القفز على واجهة الحراك الشعبى وتصدره وفضلوا مسايرة الحراك الشعبى من دون الهيمنة عليه تجنبا لحالة استقطاب سياسى وايدولوجى حاد ينفر الشعب منه ويهيى للسلطة.

ضرب هذا الحراك بعدد من الحجج الواهية وحافظ الحراك الاسلامى على المشاركة فى المطلب الشعبى المشترك وهو رحيل نظام بوتفليقه برموزه وقياداته وحافظ الاسلاميون على المشاركة مع كافة القوى السياسية الفاعلة من اليساريين والتقدميين والديقراطيين والوطنيين وتجنب تصدر الحراك الشعبى وسحب مسمى اسلامى من الحراك وتسمى باسم جبهة العدالة والتنمية.  وبهذا يكون الحراك الاسلامى الجزائرى قد نجح فى تقديرات هذه المواقف بعد قراءته للتجارب السابقة التى شابها الفشل واخطاء قراءة الواقع الشعبى.

من هذا المنطلق فان دواعى الانفتاح السلمى وتكافؤ الفرص ومنع فرط السيطرة تعود بالكسب للحراك الاسلامى وتنجاوز خطوط الخلط والتشويه والشكوك والريبة لدى القوى السياسية الاخرى.

بقراءة هذا المقال مع وضع افق لرؤية المستقبل لنفكر كيف يمكننا صناعة نموذج عقلانى للمشاركة يسعف الحراك الاسلامى فى ان يصبح طرفا فاعلا فى الحياة السياسية يتجنب معه الاقصاء والمحاربة وان هذا للذكر، فهل من مدكر .