هل هناك أسباب مقنعة لانتشار وانحسار كورونا ؟ وهل كنا على قدر المسؤولية؟
بقلم : خطاب كرار
– يبدو اننا سنشهد انحسارا مفاجئا وغير متوقع لجائحه كورونا.. وهذا الانحسار المحير القريب يشابه الظهور المحير لكورونا في ديسمبر 2019.. وسبب الحيره يتمثل في عدم وجود اسباب مقنعه لظهور الوباء اولا.. وعدم وجود اسباب مقنعه لانحسار الوباء بصوره سريعه ودراماتيكيه ثانيا.
هاهي اسبانيا تعلن فتح السياحه للاجانب في يوليو بعد 40 يوم.. وبريطانيا تعلن فتح المدارس في يونيو.
واستأنفت القطارات حركتها في فرنسا ، قبل 10 ايام مع عودة حوالي مليون طفل إلى المدارس.
.
وسمح للمدارس والمكتبات والأعمال مثل مصففي الشعر بإعادة الفتح، الاسبوع الماضي، في هولندا بشرط اتخاذ تدابير لفرض التباعد الاجتماعي.
وفي نيوزيلندا، استؤنفت الأعمال التجارية نشاطها، قبل ايام، بما في ذلك مراكز التسوق ودور السينما والمقاهي والصالات الرياضية.
في خضم هذه الجائحه كان للجيش الابيض ( وهو وصف لعناصر الرعاية الصحية في بلادي) وقفه مشرفه.. وصمود تليد.. فكانوا على الخطوط الأمامية للمعركة.. اصيب منهم من اصيب بالفيروس.. وتعافى منهم من تعافى.. واستشهد منهم من استشهد.. فلابد ان نحييهم على وقفتهم البطوليه الى جانب المرضى.. برغم عملهم في ظروف اداريه سيئه.. زادها سوءا اعتداءات الايدي الجاهله من من بعض الموطنين السفهاء.
ونقول للجيش الابيض هذه الايدي الجاهله التي اعتدت عليكم لا تمثل الشعب السوداني.. وارجو ان تفهموا ذلك.. مثلما شاهدنا نحن المواطنين ان عددا بسيطا من منسوبي الكوادر الصحيه تغيب وتقاعس او اهمل في واجباته.. وتهرب من مسؤولياته.. ونفهم تماما ان هذه الفئه لا تمثل الجيش الابيض.
يحدونا كل ذلك للتساؤل.. هل كان كلا من الحكومه والشعب علي قدر المسؤوليه تجاه هذه الجائحه؟ هل قامت الحكومه بما يليها في التوظيف الامثل لاداره الازمه مرورا بالإسراع بإعادة توزيع الموارد الصحيه وتعزيزها ووضع خطط التحفيز و برامج التوعيه للمجتمع؟ وصولا إلى حسن اداره توزيع السلع الغذائيه الأساسية والخدمات؟ وهل استطاع المرضى بغير الكرونا الحصول علي رعايه طبيه؟ .. ام قضوا نحبهم في لهاث بين المشافي؟
هل قام الشعب بما يليه في الالتزام بما يليه في التباعد المجتمعي والالتزام بموجهات الصحه؟ ام كان بين معاند ومكابر؟
لدي تفسير بسيط لانحسار كورونا.. الناس تجاوبت بنسبه عاليه مع هذه الإجراءات الوقائية وحرصت الغالبيه على تطبيقها سواء فيما يتعلق بالنظافة الشخصية من غسيل اليدين بالصابون مع التخلي عن العادات والمظاهر الاجتماعية التي من شأنها زياده الطين بله.. واحسنت التصرف لحد بعيد.. وظهر ذلك جليا في عيد الفطر المبارك (اعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركات) الذي كان عيدا غريبا.. قلت فيه المعايدات والزيارات والافراح وحتي المآتم كانت قاصره على اقارب الدرجه الاولي والثانيه.
وسيظل السؤال قائما.. هل سنستطيع التغلب علي آثار مابعد الكورونا؟ وبفهم واع من الحكومه ( بعيدا عن مفهوم الكرونا الصغيرونه ما بتغلبنا) يرادفه ويسايره وعي من الشعب ( بعيدا عن مافي كرونا.. والكرونا اشاعات ساكت) أم سيكتب لنا التاريخ أننا حكومه وشعبا فشلنا في ذلك؟