“اوبن سودان” يحاور المصور الياباني صاحب صورة “الثورة السودانية”

اوبن سودان – مقابلة خاصة 

– الاسبوع الماضي كانت صورة واحدة من الثورة السودانية تتصدر عناوين الأخبار ووسائل الإعلام عالمياً، انها صورة لشاب يقف هاتفاً بحماس في احدى مناطق الخرطوم، وسط اضواء الهواتف المحمولة، ويحيط به شباب آخرون لا يقلون عنه حماسة.

هذه الصورة، التقطها المصور الياباني ياسويوشي تشيبا الذي يعمل لوكالة فرانس برس ويقيم في العاصمة الكينية نيروبي.

صورة “تشيبا” فازت بجائزة صور الصحافة العالمية للعام 2020 ووجدت تداولاً ورواجاً كبيراً بين السودانيين، الذين أعادت اليهم بعضاً من ذكريات  ثورتهم ، التي اوقدت شمعتها الأولى، في توقيت مقارب لفوز صورة تشيبا.

موقع (اوبن سودان) تواصل مع المصور الياباني ياسويوشي تشيبا في مقر اقامته بنيروبي، وكان حفياً ومرحباً بأول وسيلة إعلام سودانية تتواصل معه كما قال، وتحدث الينا كتابة، وأرسل تحياته للسودانيين  عبر الفيديو المرفق مع هذه المقابلة.

ياسويوشي تشيبا

 

يقول ياسويوشي تشيبا لــ(اوبن سودان) :

(إنطباعي عن السودانيين انهم  طيبون للغاية ،و كريمون جدا. لقد دهشت في بعض الأحيان كيف عاملني الناس بشكل جيد ، وبحسن ضيافتهم ، لم اشتر ابدا زجاجة ماء واحدة في السودان لأن الناس كانوا دائماً يعطوني واحدة.

وفي الشوارع كان الناس يدعونني لتناول الشاي ، رغم انني لا اتحدث العربية.

عندما التقطت الصورة، لم اكن افهم ما يقوله المتظاهرون، ولم ادرك معنى هتافاتهم الا لاحقاً عندما ترجمها لي زميلي.

وبالنسبة للشاب الذي يظهر في الصورة، فقد كنت اريد حقاً فهم ما يقول بالضبط، لكنني ادركت مدى حماسه وجديته وعزمه على تحقيق مستقبل افضل. هذا نوع من الإحساس الذي يمكّن المصورين من فهم الصور.

وبعد ان رأى الكثير من الناس هذه الصورة، بما فيهم هيئة الحكام في جائزة الصورة الصحفية العالمية، فقد رأيت كيف انهم جميعاً فهموها واثارت عاطفتهم. انها لغة عالمية، كما اعتقد.

كنت مذهولاً عندما شرح لي زميلي ان الشبان كانوا ينشدون شعراً في هتافاتهم، هذه ثقافة سودانية فريدة، وهذا هو الأمر الآخر الذي أردت أن أخبره للعالم،  فالمتظاهرون في السودان  لا يرمون الحجارة ولكنهم ينشدون الشعر ! ليس متظاهراً  واحداً، بل الجميع يفعلون ذلك، انه جزء من ثقافتهم.

انا سعيد بهذه الصورة لأنها لا تظهر فقط تضامن الناس ووحدتهم، بل تظهر ايضاً جانباً من ثقافتهم. وربما لا يرى السودانيون الأمر بنفس الدهشة التي نراه بها نحن كأجانب، ولكن اذا زرتم اليابان مثلاً، فسترون الأمور كما لا نراها نحن اليابانيون.

و بالنظر الى ما تحقق من اختيار أعضاء الحكومة الانتقالية ، أعتقد أن القادة لا يمكنهم تجاهل إرادة الشعب)