بيان من الترويكا بمناسبة مرور عام على سقوط البشير

أصدرت مجموعة دول الترويكا ( الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ومملكة النرويج) بياناً مشتركاً بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للثورة السودانية التي أذهبت حكم الرئيس السابق عمر البشير.

وتلقى موقع (اوبن سودان) نسخة من البيان ، وينشره أدناه:

إن حكومات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ومملكة النرويج (الترويكا) تهنئ الحكومة الانتقالية المدنية وشعب السودان بمناسبة الذكرى الأولى للإطاحة بعمر البشير ونظامه. فذلك أتاح الفرصة لوضع نظام سياسي جديد وعقد اجتماعي جديد في السودان. وإننا نهنئ رئيس الوزراء عبد الله حمدوك والحكومة الانتقالية المدنية وغيرهم، وخصوصا من يمثلون المجتمع المدني، لما بذلوه من جهود لإحلال السلام وتحقيق العدالة وتوفير الحرية للشعب السوداني. ونحن ندرك الجهود المبذولة لضمان أن يتمتع الشعب السوداني بالمساواة واحترام حقوقه الإنسانية والحرية الدينية. إن إحراز تقدم في هذه المجالات يعكس قيم الشعب السوداني ويحقق تطلعاته. وتظل الترويكا، باعتبارها شاهدا على الاتفاق السياسي بين قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي في شهر أغسطس 2019، راسخة في مساندتها للانتقال السلمي الديموقراطي في السودان.

أمام السودان فرصة غير مسبوقة لإحلال السلام وتحقيق العدالة والتنمية لجميع السودانيين، وتمكين النساء والشباب إلى جانب من هم عادة من المناطق المهمشة. لكن ما زال يلزم بذل كثير من الجهود العاجلة لتحقيق أهداف الثورة. وكخطوة تالية فورية، نتطلع قدما إلى أن نرى إحراز تقدم في تشكيل المجلس التشريعي الانتقالي، وتعيين محافظين مدنيين، وإتمام إبرام اتفاقيات السلام مع جماعات المعارضة المسلحة، وإجراء إصلاحات اقتصادية جادة، رغم أنها ستكون مؤلمة في البداية، وزيادة شفافية الجوانب المالية الحكومية وتلك المتعلقة بالمؤسسات الأمنية.

إن السبيل أمام السودان أكثر صعوبة نظرا لأن العديد من الصراعات المستمرة فيه لم تتم تسويتها. والتزام الحكومة الانتقالية في أكتوبر 2019 بوقف إطلاق النار بشكل دائم، والإعلان مؤخرا عن تمديد وقف القتال من جانب واحد من قبل اثنتين من جماعات المتمردين، تعتبر مؤشرات هامة على حسن النية. ونحن نؤيد ما دعا إليه الأمين العام للأمم المتحدة من وقف إطلاق النار في أنحاء العالم بسبب انتشار فيروس كورونا، وندعو جميع أطراف الصراعات المسلحة في السودان إلى الالتزام بوقف النار بشكل دائم، والسماح بإيصال المساعدات دون عراقيل. إلا أن السلام أكثر من مجرد عدم وجود حرب، واتفاق جميع الأطراف على بنود السلام الشامل يعتبر أمرا عاجلا. وإننا نرحب بالتقارير التي تشير إلى إحراز تقدم في مفاوضات السلام في جوبا. وندعو جميع الأطراف، وخصوصا تلك التي رفضت حتى الآن الانخراط في مفاوضات جادة، إلى الانضمام لاتفاق السلام الشامل.

ندرك بأن وباء كوفيد-19 جلب للسودان والشعب السوداني تحديات إضافية كبيرة. وفي هذا اختبار لجميع مع يعمل لأجل السودان الجديد. وإلى جانب الحاجة للاستجابة لوباء كوفيد-19، ندرك المشاكل الاقتصادية الكبيرة التي ما زالت تواجه السودان. لكن من شأن إحراز تقدم في برنامج الإصلاح للمساعدة في معالجة هذه المشاكل والمساعدة في استقرار وتحفيز الاقتصاد أن يتيح للمجتمع الدولي العمل مع الحكومة الانتقالية المدنية ومساندتها. كما يساعد ذلك في الاستجابة للوباء. ودول الترويكا ملتزمة بمساعدة السودان في وقت حاجته.