ما أحلاها!

د. جيهان الياس

ما أحلاها

بقلم : د. جيهان الياس
تبدأ حياة الإنسان منذ طفولته معتمدا علي أبويه وبقية أفراد الأسرة الكرماء ومن وقتها يحدد من هو صديقه ومن هو الصديق الودود والصديق المهاب … وتبدأ رحلة التربية من المنزل مرورا بالشارع مكان الألعاب مع أنداده من الأطفال وشيء من المكتسب خلال التعامل مع عموم الناس .. مهما يجتهد الأبوين في إدارة شؤون طفلهم وتوجيهه بالطرق المختلفة ليستقيم تظل هناك مساحة له لوحده يسترجع فيها كل المحاذير ليتجنبها دون مراقب بإعتباره بلغ من العمر ما يؤهله لأن يكون قائدا لنفسه بالطرق الصحيحة الي ان تأتي مرحلة النضج العقلي التي تعتمد علي شخصيته .. في هذه المرحلة مهم جدا استخدام طاقة الذكاء الشامل في كل شيء كأن تنتقد نفسك في سلوك ما والسعي الي تبديله كما يفعل فلان المثالي وتغيير كثير من الأساليب المرفوضة اجتماعيا حتي تصل مرحلة يقال عنك انت انسان عاقل .. رغم ذلك لا تستطيع الاستغناء عن توجيه الوالدين (المسار الصحيح ) رغم قساوة بعضها علي قلبك فهي جديرة بالقبول والتنفيذ هما احرص عليك من نفسك ومن حرصهم علي أنفسهم.. لذلك أنت لا تستطيع الاستغناء عن نصائحهم وتوجيهاتهم مهما بلغت من الوعي والكبر وعليك ان تبرهما بالاستماع لآرائهم بل وإظهار الرضا عنهم في كل ما يقولون لأجل أن يسعدوا بخلاصة غرسهم فيك والأجمل من ذلك هو الزهد في إرضائهم …ما احلاها الدنيا حين يرون ثمرة حياتهم كما يحبون …ولا تنسي أن توفيقك في حياتك قد يكون بسبب دعواتهم لك في كل حين وبالأخص حين ترضيهم في هذه الأثناء تأتي دعوات خاصة وخالصة بدافع الرضا ،، ولمن يري نفسه بلغ سن الرشد ولا يحتاج لتوجيه منهما نقول له هذه فرصتك في الدنيا أن تجد انسانا يحبك دون مقابل ويسعي لنجاحك دون مصلحة ويهتم بأمورك أكثر منك … الكثير من الناجحين والموفقين هم أولئك الذين يستعينون بآراء آبائهم المخلصين والذين لا يفترون عليهم بسبب انهم مستقلون استقلالا كاملا . وكما قال المرحوم العارف بالله الشيخ عبد الرحيم البرعي (بر والديك لكي ابنك يبرك) . أما مرحلة البر بعد الزواج تحتاج لمقال منفصل نظرا لحساسية وأهمية الموقف .