السقوط الأكبر
بقلم: حسام الدين كرنديس
قال تعالى : (وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا ) صدق الله آلعظيم ،
اليوم نحتفي بذكرى عام على ثورتنا المجيدة السادس من أبريل يوم فجرنا فيه غضبنا تجاه فلول الظلم و الإستبداد و كتائب المتأسلمين الذين ظلوا في كرسي الحكم لثلاثين عام دمروا فيها جميع مؤسسات الدولة و سخروها لخدمة مصالحهم و اهدافهم الخاصة ليفرقوا بين ابناء الوطن الواحد.
ثلاثون عاما من النهب و قمع المواطنين الشرفاء لتعيين و تمكين اتباعهم الفشلة في المواقع الاستراتيجية و تخبط سياساتهم الفاشلة و التسول بين الدول و محو القيم السودانية الاصيلة .
خرجنا من كل مدن و قرى السودان من كل البيوت، رواكيب و قطاطي، شقق و فلل، رجالا و نساء شيبا و شبابا و اطفالا شفاتة و كنداكات، لنعلن لهم رفضنا التام لسياستهم، ونعلن ايضا فشلهم الذريع في إدارة الدولة ( الليلة تسقط بس ) ،و رفضنا لهم ككيان و افراد لتولي امرنا .
جئناهم بمسيرات و مواكب سلمية نحمل لافتات، و جدناهم بمدافع و رشاشات ( جاءوا سحابا و جئنا سيلا ) فمكثنا اياما و ليالي بإنتظار الخبر اليقين ( سقطت ما سقطت صابنها حتى لو سقطت ) اما قادة المتأسلمين و المنافقين فظنوا انها مجرد ( بوخة مرقة ، شوية شذاذ افاق ) كيف يخرج عليهم الشعب و هم من شيدوا المدارس و الجامعات و وفروا الخدمات الصحية ، ( اكلونا الهوت دوق ) ، و اخرجونا من الفقر الى الرفاهية و الحياة البرجوازية .
اما السقوط الاكبر فكان عندما خانوا الامانة و انتهكوا الحرمات و قتلوا الثوار فسقطت اخلاقهم قبل ان تسقط حكومتهم . التحية لابناء هذا الوطن الشرفاء الذين سكبوا الدماء فداء له و التحية ايضا لأمهات الشهداء الصابرات على فراق ابناءهن و ( دم الشهيد ما راح لابسنو نحن وشاح ) .