مقال: الإنصرافي الصوت الأعلى تأثيرا

بقلم – حسام الدين كرنديس
الصوت هو أداة تأثير قوية يمتلكها الإنسان، فهو يحمل الكلمات والمشاعر ويعبر عن الأفكار بشكل يلامس العقول والقلوب، تأثير الصوت لا يتوقف عند كونه وسيلة للتواصل، بل يمتد ليصبح وسيلة للتأثير والإلهام، خاصة عندما يجمع بين وضوح الرسالة وصدق الإحساس، وفي السياق السوداني، برزت أصوات مثل الإنصرافي ( صرفة ) كرمز للتأثير، حيث استطاع أن يوظف صوته لإيصال رسائل تعزز الوعي الوطني، تحفز الروح المعنوية، وتوحد الشعب حول قضايا جوهرية تمس حياتهم ومستقبلهم.
الإنصرافي، المعروف أيضا بلقب ( صرفة )، هو ناشط سوداني بارز على منصات التواصل الاجتماعي، اشتهر بتحليلاته السياسية والاجتماعية الجريئة، والتي يقدمها بأسلوب ساخر وجذاب. بدأ ظهوره في أواخر عهد الرئيس المخلوع عمر البشير، حيث لفت الانتباه بتعليقاته اللاذعة ونقده الحاد للأوضاع السياسية في السودان.
الهوية والشخصية
ظل الإنصرافي محتفظا بسرية هويته لفترة طويلة، معتمدا على البث الصوتي المباشر عبر منصات مثل فيسبوك، دون الكشف عن وجهه، هذا الغموض أثار فضول الكثيرين، ودفعهم لمحاولة معرفة شخصيته الحقيقية.
المحتوى والتأثير
يقدم الإنصرافي تحليلاته بأسلوب يمزج بين السخرية والجدية، مما جعله قريبا من الشارع السوداني، تناول في مقاطعه مواضيع متنوعة، من النقد السياسي إلى القضايا الاجتماعية و الثقافية و الفنية مستخدما لغة بسيطة ومباشرة تصل إلى مختلف فئات المجتمع، هذا الأسلوب أكسبه شعبية واسعة، حيث تجاوزت مشاهدات مقاطعه على يوتيوب ملايين المشاهدة ، كما أصبحت مصطلحاته متداولة بين الناس .
الجدل والانتقادات
رغم شعبيته الكبيرة، لم يسلم الإنصرافي من الانتقادات، اتهمه البعض بالانتماء إلى جهات استخباراتية أو سياسية معينة، نظرا لمعرفته الدقيقة ببعض المعلومات الحساسة.
دوره في دعم الروح المعنوية للمواطنين السودانيين
( صرفة ) لعب دورا محوريا في تعزيز الروح المعنوية للمواطنين السودانيين، لا سيما في الأوقات الحرجة التي مر بها السودان في السنوات الأخيرة، من خلال منصاته الإلكترونية وتأثيره الكبير على الرأي العام، نجح في أن يكون صوتا داعما وموحدا للسودانيين، معبرا عن طموحاتهم وآمالهم.
رفع الوعي الوطني
يستخدم صرفة خطابا محفزا يركز على قوة السودان وأهمية وحدته، مستنهضا همم السودانيين لمواجهة التحديات التي تعصف بوطنهم، يذكر الجمهور دائما بالقدرات الهائلة التي يمتلكها الشعب السوداني، وبأنه قادر على تخطي الأزمات مهما بلغت صعوبتها.
تعزيز قيم الصمود والتماسك
ينشر رسائل تشجع السودانيين على التحلي بالصبر والثبات في مواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية، يدعو دائما إلى التمسك بالقيم السودانية الأصيلة، مثل التضامن والتعاون، التي كانت وما زالت أساس قوة المجتمع السوداني.
إشاعة الأمل في المستقبل
رغم انتقاده للواقع السياسي والاجتماعي، لا يخلو خطابه من التفاؤل، حيث يؤكد دائما أن السودان يمتلك إمكانيات تؤهله للنهوض والعودة إلى مكانته المستحقة، يشجع الشباب السوداني على أن يكونوا جزءا من الحل، بدلا من الاستسلام لليأس أو الإحباط، الوقوف خلف القوات المسلحة السودانية
دعمه للقوات المسلحة
كان صرفة من أبرز الناشطين الذين أظهروا دعمهم للقوات المسلحة السودانية في معركتها لحماية السيادة الوطنية، يرى أن الجيش السوداني يمثل ركيزة أساسية لأمن واستقرار السودان، ويؤكد على أهمية الوقوف إلى جانبه في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
التصدي للتدخلات الخارجية
يعبر بشكل مستمر عن رفضه لأي تدخل أجنبي في الشؤون السودانية، ويؤيد القوات المسلحة في مساعيها لحماية حدود الوطن والحفاظ على سيادته، يدعو السودانيين إلى الالتفاف حول جيشهم ودعمه، معتبرا أن ذلك واجب وطني.
تعزيز الثقة بين الجيش والشعب
يشدد في خطابه على ضرورة بناء علاقة متينة بين الشعب والقوات المسلحة، قائمة على الاحترام المتبادل والثقة، يرى أن وحدة الصف بين الجيش والمواطنين هي السبيل الوحيد لعبور السودان إلى بر الأمان، خطابه في أوقات الأزمات في فترات الصراعات السياسية والانقسامات، استخدم منصاته لنقل رسائل دعم معنوية للقوات المسلحة السودانية، مؤكدا على دورها التاريخي في حماية السودان، ومشددا على ضرورة دعمها معنويا وماديا، دائما ما ينشر مقاطع تحفز الشعب السوداني على دعم جيشه، مع التأكيد على أن الجيش هو مؤسسة وطنية تجمع كل السودانيين بمختلف أعراقهم وانتماءاتهم.
اخر الكلام :
الإنصرافي ليس مجرد ناشط إلكتروني، بل هو رمز من رموز التأثير الإيجابي في السودان، استطاع أن يكون مصدر دعم معنوي للسودانيين في أوقات الأزمات، وعمل على تعزيز الثقة بين الشعب والقوات المسلحة، بدعمه الواضح للوحدة الوطنية، وتحفيزه الدائم للشعب ، نجح في جذب انتباه الجمهور بأسلوبه الفريد وتحليلاته الجريئة، يبقى تأثيره واضحا على المشهد الإعلامي والاجتماعي في السودان، شكل نموذجا مؤثرا للناشط الذي يوازن بين النقد البناء والدعوة للتكاتف الوطني.