كان رئيساً للبوسنة وشيخاً لأردوغان: وفاة الداعية السوداني الفاتح حسنين
موقع أوبن سودان – وكالات
توفي الداعية والطبيب السوداني الفاتح علي حسنين في العاصمة التركية أنقرا فجر يوم الإثنين، وفقما أعلنت أسرته. وعانى الداعية الراحل من المرض في أيامه الأخيرة، وتم اداخله إلى المستشفى حيث توفى.
ويعتبر الداعية الراحل الدكتور الفاتح حسنين من أهم الشخصيات التي ساهمت في نشر وتثبيت الدين الإسلامي في أوروبا الشرقية في القرن الماضي، وارتبط اسمه تحديدا بالبوسنة والهرسك، حيث عمل مستشارا مقربا من الرئيس ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﻲ الراحل علي عزت بيغوفيتش، وعمل لأشهر رئيسا للبوسنة والهرسك بالتكليف.
وفي مرحلة لاحقة توطدت علاقة حسنين بالرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، قبل أن يصبح رئيسا لتركيا، وكان أردوغان قد زار الفاتح حسنين في منزله بالخرطوم، عند زيارته للسودان خلال فترة حكم الرئيس السابق عمر البشير. وأعتبر كثيرون حسنين شيخا لأردوغان، لانه كان مقربا منه لسنوات طويلة، خصوصا خلال فترة ما قبل صعود حزب أردوغان الإسلامي للحكم في تركيا. وكان أردوغان قد وصف حسنين بأنه “شيخه ومعلمه”.
ولد الفاتح حسنين في العام 1946 بمنطقة كركوج في سنار، وبعد دراسته الطب في بلغراد والنمسا أقام الفاتح حسنين فترة في تركيا، وهناك تعرف على الراحل علي عزت بيغوفيتش الذي تقلد لاحقا منصب رئيس البوسنة والهرسك.
كما أقام الفاتح حسنين علاقات مع قادة العمل الخيري والدعوي في تركيا، وأسس ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻐﺎﺯﻱ “ﻋﻠﻲ ﻋﺰﺕ ﺑﻚ” في إسطنبول.، بالإضافة لمدارس إسلامية أخرى في أوروبا الشرقية.
تولى الفاتح حسنين رئاسة ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻨﺎﺀ ﺑﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ بالنمسا، وأسس ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﺸﺮﻕ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ واﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺑﺈﻗﻠﻴﻢ ﺑﻴﻬﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ، وترأس ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺇﻏﺎﺛﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ.
لاحقا، عمل مستشارا لرئيس البوسنة والهرسك بيغوفيتش، ثم أصبح قائما بأعماله لعدة أشهر في تسعينيات القرن الماضي، حيث كان حسنين بحكم التكليف رئيسا للبوسنة أثناء فترة حصار بيغوفيتش من قبل المليشيات الصربية.
ويرتبط الفاتح بعلاقات وثيقة مع الرئيس التركي رجب رجب طيب أردوغان تعود إلى سبعينيات القرن الماضي.
وكان أردوغان قد ارسل طائرة إسعاف خاصة في يوليو 2018 نقلت حسنين للعلاج في تركيا.
وتصف تقارير صحفية وﻛﺎﻟﺔ العالم الثالث -التي أسهها الفاتح حسنين في النمسا- بأنها أسهمت بشكل كبير في ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺮﺳﻚ، ﻭﺩﻋﻢت ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺃﻟﺒﺎﻧﻴﺎ ﻭﻛﻮﺳﻮﻓﻮ.
ومن نشاطه الدعوي طبعه معاني ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ باللغات البوسنية والألبانية والبلغارية والتشيكية والرومانية، كما ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺟﻤﺔ وإصدار ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ والإصدارات ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﻟﻰ عدد من لغات ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ.