أزمة السودان كارثة إنسانية تتفاقم: المجتمع الدولي الفاعل والبريء

تقرير – حسام الدين كرنديس
بدأت أزمة اللاجئين في السودان في منتصف أبريل 2023 بعد اندلاع صراع السودان بحلول نوفمبر من عام 2023 فر أكثر من 8.8 ملايين شخص نزحوا من منازلهم منذ اندلاع الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وفي منتصف أبريل 2023.
6.8 ملايين نازح داخليا، بينما لجئوا 2 مليون إلى دول الجوار،
من بين هؤلاء ما لا يقل عن 75 ألف مهاجر عائد وغيرهم من رعايا الدول الأخرى
دخلت الغالبية العظمى من هؤلاء المدنيين إلى دولة مصر ودولة تشاد، إذ أفادت الأمم المتحدة أن معظم هؤلاء الأشخاص جاءوا من دارفور والخرطوم، لكن آلافا آخرين انتقلوا إلى بلدان أخرى. بحلول أغسطس، أفادت الأمم المتحدة بوجود ما لا يقل عن 220 ألف لاجئ في جنوب السودان، و 285 ألفا في مصر، و 75 ألفا في إثيوبيا، و17 ألفا في جمهورية أفريقيا الوسطى، و 414 ألفا في تشاد، و3,500 في ليبيا، بحسب ما ورد من وسائل إعلام ومختصين علق العديد من الأشخاص أو نزحوا في جميع أنحاء البلاد بسبب زيادة العنف والأزمة الإنسانية التي أثرت على أكثر من 25 مليون شخص، أي ما يعادل أكثر من نصف سكان السودان، في جميع أنحاء البلاد وأكثر من نصف النازحين من ولاية الخرطوم.
أسباب النزوح
* الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني والدعم السريع.
* دخول مليشيات من دول أجنبية للقتال بجانب الدعم السريع
* الانتهاكات التي تمارسها المليشيات ضد المدنيين.
* انعدام الأمن في مناطق الصراع.
يتعرض النازحون لظروف قاسية، ونقص في الغذاء والمياه والمأوى والرعاية الطبية.
تزداد حالات العنف والانتهاكات ضد المدنيين في مناطق النزوح.
تتعرض أغلب القرى التي دخلتها مليشيا الدعم السريع لنهب ولاغتصابات وعنف وقتل ومجازر مما يؤدي لنزوح سكانها ويلجأ بعضهم لدول الجوار.
نزوح المدنيين الأبرياء وتشريدهم
يعاني اغلب السودانيين من عدم وجود مأوى في مناطق النزوح في الولايات و القرى الامنه و ما يترتب عليها من ضعف الخدمات الأساسية فيها خصوصا دور الإيواء غير مهياة ولا تصلح للعيش الكريم ، ارتفاع أسعار الإيجارات في الولايات الآمنة زاد المعاناة على النازحين.
توقف المصالح الحكومية و المصانع و الشركات أدى لتوقف رواتب الموظفين مما تعسر عليهم الصرف على أسرهم و تشريدها .
النازحين الذين لجأوا لموطنهم الأصلي و الأرياف و القرى النائية عانوا أشد معاناة نسبة لاختلاف البيئة ، فاغلب الأرياف لم تتوفر فيها الكهرباء ولا شبكات الإتصالات مما يعسر عمليات التواصل و نقل المعلومات و الأخبار، كذلك عانوا من بعض العادات والتقاليد الإجتماعية المحلية ، بعضهم لم يتقبل البيئة الجديدة و لم يتأقلم مع ظروفها ، بعض سكان القرى و الأرياف لم يتقبلوا النازحين خصوصا اصحاب الورثات و يعتبرونهم متغولين على ممتلكاتهم ، هذه الظروف و أكثر أدت لعودة بعض النازحين لمناطق الاشتباكات مفضلين ( الدنا ولا الإهانة ) .
اغلب سكان القرى و الأرياف استقبلوا النازحين بالترحاب و احتضانهم و اقتسموا معهم اللقمة و الفراش و دعموهم و وفروا لهم سبل العيش الكريم .
هروب المجتمع الدولي
مع الطلقات الاولى و بداية إندلاع الحرب كل الطرق و الأبواب أغلقت في وجه السودانيين
يرى اغلب السودانيين أن المجتمع الدولي تخلى عنهم سريعا ولم تهتم المنظمات الإنسانية و الدولية بشأنهم بل تتظاهر إعلاميا ،
اغلب السفارات سحبت افرادها و أغلقت أبوابها في وجه السودانيين مما ادي الي صعوبة السفر لهذه الدول ، بل زادت تعقيد شروط حصول السودانيين على تأشيرتها كما زادت فترة الحصول عليها التي تتراوح ما بين الشهر إلى السته أشهر و أيضا زيادة تكاليفها المادية التي تصل ما بين الالف دولار الى الفين و خمسمائة دولار للتصاريح و التأشيرات المتعجلة ، ظهور وسطاء للحصول على التأشيرات فاقم المشكلة و زاد التكاليف أصبح الوصول لهذه الدول شبه مستحيل ، مما أدى للهجرة الغير شرعية و دخول السودانيين بطرق برية وعرة يحفها الموت من كل الاتجاهات.
الظروف المناخية
في الأشهر الأولى للحرب وبداية الهجرة واللجوء كان المناخ شتويا حيث تأثر اللاجئون بالأجواء الشتوية الباردة والرياح السريعة التي أسهمت في إصابتهم بالانفلونزة وانتشار الالتهابات الفايروسية، ثم فصل الخريف الذي لا يختلف كثيرا عن الشتاء، لكن مع دخول فصل الصيف يعاني اللاجئون من ارتفاع درجات الحرارة مع تعرضهم للأشعة الشمس المباشرة وسخانه الأرض الصحراوية والرمال والجبال التي تؤدي لجفاف الجسم واحتياجهم لكمية كبيرة من الماء، الشيء الذي يعجز عن تلبيته طول وقت السفر مما يؤدي للموت عطش وضربات الشمس…
تمر هذه العربات بصحاري رملية كثيفة و جبال و وديان وعرة مليئة بالحيوانات البرية المفترسة و الثعابين و العقارب و الحشرات السامة المميته
يناموا الناس في خيم أعلى الجبال ، في اغلب الاوقات في العراء حسب رأى السائقين اللذين يقيمون التوقيت المناسب للتحرك و الوقوف .
تتأثر المركبات أيضا بالظروف المناخية خصوصا في فصل الصيف حيث تكثر الأعطال .
الفئات الأكثر تضررا
المرضى وكبار السن والأطفال أكثر تأثرا وتضررا، أما الشباب والصبيان والنساء يتحملون معاناة التهريب، حيث تستغرق السفرية عدة أيام ما بين يومين إلى خمسة أيام
التكلفة المادية
تتراوح تكلفة السفر عبر الهجرة غير الشرعية لدول الجوار ما بين المئة دولار إلى ثلث مئة دولار للفرد.
بعض هذه الدول لم تفتح سفاراتها منذ بداية الحرب حتى الآن، على الرغم من وجود سفرائها وموظفي السفارة في الأراضي السودانية.
على الرغم من أن مواطني هذه الدول كانوا يتمتعون بسهولة الدخول للسودان دون دفع مبالغ وبعضها بمبلغ قليل وحرية التنقل والعمل والتملك وبعضها دون كفالة أو كفيل.
بسبب هذه الحرب يعاني السودانيون في دول الجوار والخليج من إيجاد وظائف ورواتب مجدية، ضعف الرواتب التي تمنح لهم واستغلالهم نسبة لظرفهم، حيث تخلت بعض الكفاءات عن العمل بمجالها وتخصصها ومناصبها وردت بأشغال عمالية بسيطة
المنظمات التي تدعي الإنسانية
ظلت بعض المنظمات الإنسانية بلا إنسانية حيث تتحجج بعدم تمكنها من التنقل وتوصيل المساعدات للمستهدفين وتطالب بفتح ممرات آمنة ليستغلها أحد طرفي الصراع للكسب الميداني، وترفع هذه المنظمات معلومات مغلوطة وأكاذيب عن الوضع الميداني وتغض النظر عن بعض الانتهاكات المباشرة التي تضر المواطنين، حتى الدعوات البسيطة التي وصلت للسودان عن طريق بعض المنظمات والدول لم تصل للمواطنين إلا جزء قليل منهم كما دخلت مواد الإغاثة للأسواق.
التأثيرات
* أزمة إنسانية كبيرة تهدد حياة ملايين السودانيين.
* انهيار المنظومة الصحية والتعليمية.
* انتشار الأمراض والأوبئة
* تفاقم الفقر والجوع.
* زعزعة الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
الجهات الفاعلة
* الحكومة السودانية: لم تتمكن من السيطرة على الصراع أو تقديم المساعدة الكافية للنازحين.
* الأمم المتحدة والمنظمات الدولية: تقدم المساعدات الإنسانية للنازحين، لكن لا تفي هذه المساعدات باحتياجاتهم الأساسية.
* المنظمات غير الحكومية: تعمل على تقديم القليل من الخدمات الأساسية للنازحين، مثل الغذاء والمياه والإيواء.
الحلول المقترحة
* وقف دعم بعض الدول للمليشيا
* توفير المساعدات الإنسانية العاجلة للنازحين.
* حماية المدنيين من انتهاكات حقوق الإنسان.
* إعادة النازحين إلى ديارهم طوعا وبأمان.
* إعادة إعمار السودان.
المجتمع الدولي والأمم المتحدة، حقوق الإنسان، بعض منظمات حقوق المرأة وسياسات البنك الدولي (أياد خفية) لتنفيذ أجندة لتدمير الدول أو إفقارها.
الهدف من هذه الحرب تدمير السودان ونهب خيراته