تقترب حرب ١٥ أبريل الكارثية بالسودان من دخول شهرها الحادي عشر وسط تزايد مؤشرات كوارثها وعلى رأسها التحذيرات الخطيرة حول الأمن الغذائي بالسودان وإعلان مواجهة المدنيين لشبح المجاعة وتقارير زيادة معدلات الوفيات بين الأطفال جراء إنعدام الغذاء.
إن هذه التقارير تدق ناقوس الخطر المتوقع كأحد إفرازات الحرب ومشاهدها العبثية بأن يواجه مخاطر فقدان الأمن الغذائي أهل بلاد ينظر لها كسلة غذاء يهدد شبح المجاعة شعبها ويموت أطفالهم جراء الجوع وإنعدام الغذاء !! هذه لحظة فارقة تستوجب من طرفي الحرب أن يتمعنا في حصيلة ونتائج هذه الحرب العبثية ويقتنعا أن استمرارها يعني مزيداً من الخراب والدمار غير المبررين على الإطلاق؛ وأنهما يتحملان بالتضامن القدر الكامل من هذه المعاناة بسبب فشل الموسم الزراعي أو منع وإعاقة وصول المساعدات والأغذية أو تعرض مخازنها للنهب والسرقة؛ ان حصيلة هذا المشهد تؤكد بأن أوان وضع نهاية لهذه الحرب قد حان.
بالتزامن مع كارثة الوضع الغذائي والإنساني تابعنا تطورات وتداعيات قطع خدمات الانترنت جزئياً أو كلياً داخل السودان وتحويل هذه الخدمة الحيوية كأحد أدوات الحرب بين الطرفين وهو أمر ترتبت عليه أضرار مباشرة على المواطنين وعموم الحياة في مناطق النزاع بجانب وجود تأثيرات ومهددات مباشرة على الأمن الصحي والغذائي للمتواجدين داخل السودان الذين ترتبط حياتهم ومعاشهم على التطبيقات البنكية المرتبطة بشبكات الإتصالات والانترنت.
إننا في قوى الحرية والتغيير ندعو الطرفين لإتخاذ تدابير عاجلة وفورية بوقف كل أشكال الاستخدام الحربي للمساعدات الإنسانية والسماح بوصولها الفوري للمحتاجين والامتناع عن استخدم خدمات الاتصال والانترنت ضمن الصراع الدائر بينهما والتوقف الآن وفوراً عن هذا السلوك بالتعطيل الكلي أو الجزئي لخدمات الانترنت والاتصالات؛ الذي ظلت القوى الديمقراطية المدنية ترفضه وتناهضه منذ استخدامه لأول مرة من قبل النظام المباد إبان ثورة ديسمبر المجيدة ثم بعد جريمة فض اعتصام القيادة العامة في يونيو ٢٠١٩م وعقب إنقلاب أكتوبر ٢٠٢١م.
إن قوى الحرية والتغيير تطالب بالإسراع العاجل بإيفاء الطرفين بالتزاماتهما وتعهداتهما المبرمة في منبر جدة بخصوص إيصال المساعدات الإنسانية وفتح ممرات إيصالها لمستحقيها وحماية العاملين والمؤسسات العاملة في العمل الإنساني بشكل كامل وتسهيل إجراءات دخولهم للبلاد و وصولهم لكل المناطق؛ مع ضرورة النص الإضافي على ضمان إستمرار خدمات الاتصالات والانترنت في كل أنحاء السودان وعدم تعريضها للقطع المتعمد أو أي إجراءات أو تدخلات متعمدة يترتب عليها التأثير السلبي على كفاءة وجودة خدماتها واعتبار أي تعدي عليها بمثابة جريمة من جرائم الحرب.
نتطلع لإنهاء الحرب ووقفها وتحقيق سلام دائم وتأسيس انتقال مدني ديمقراطي مستدام ووقف كل مآسيها الآن وفوراً بما يلبي تطلعات شعبنا المشروعة بتحقيق شعارات ثورة ديسمبر المجيدة في الحرية والسلام والعدالة وتفكيك دولة التمكين الحزبي واسترداد الأموال العامة المنهوبة وصولاً للدولة المدنية الديمقراطية وهي تطلعات قد تتأخر أو تتعثر أو يتم تقويضها لكنها ستبلغ مداها وتنتصر على أعدائها لأنها تعبر عن إرادة شعب عاش لينتصر هذا ما سيحدث في يوم من ذات الأيام.