الصحة العالمية: استمرار الصراع في السودان يفاقم من انتشار الأمراض
موقع اوبن سودان – عن خدمة أخبار الأمم المتحدة
حذرت منظمة الصحة العالمية من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان في خضم استمرار القتال والنزوح الجماعي وتفشي الأمراض، حيث تسببت الحرب المستمرة منذ ما يقرب من 8 أشهر في مقتل ما لا يقل عن 12,260 شخصا منذ أأبريل 2023 وإصابة أكثر من 33,000 شخصا، وفقا لوزارة الصحة السودانية.
من مدينة بورتسودان، تحدث القائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان الدكتور محمد توفيق مشعل إلى الصحفيين في جنيف اليوم الجمعة، مشيرا إلى أن العديد من الناس فقدوا حياتهم بسبب تعطل النظام الصحي وعدم إمكانية الوصول إلى العمليات الجراحية العاجلة، وأدوية والخدمات المنقذة للحياة.
ويواجه السودان أكبر أزمة نزوح في العالم، حيث فر ما يقرب من 6.8 مليون شخص من منازلهم بحثا عن الأمان داخل السودان أو في البلدان المجاورة، مما يزيد من تعرضهم للأمراض وسوء التغذية والعنف القائم على النوع الاجتماعي ومشاكل الصحة العقلية الحادة.
وحذر الدكتور محمد توفيق مشعل من تفاقم تفشي الأمراض. ففي غضون شهر واحد، انتشرت الكوليرا من 3 إلى 9 ولايات- بما في ذلك المدن الكبرى والمناطق التي يدور فيها الصراع مع وجود أكثر من 5,400 حالة اشتباه بالإصابة ومؤكدة و170 حالة وفاة.
وأبلغت 11 ولاية عن أكثر من 4,500 حالة اشتباه بالإصابة بالحصبة و104 حالة وفاة.
كما أبلغت 14 ولاية عن أكثر من 6,000 حالة إصابة بحمى الضنك و56 حالة وفاة.
ولا يزال انعدام الأمن والعقبات البيروقراطية تحد من وصول المساعدات الإنسانية وحركة الإمدادات في العديد من الأماكن في السودان.
وأعربت منظمة الصحة العالمية عن قلق خاص بشأن الوضع في دارفور، حيث لا تزال المستويات المرتفعة من العنف وعدم القدرة على الوصول إلى الاحتياجات الأساسية تجبر الناس على النزوح إلى أماكن أخرى أو إلى تشاد المجاورة. وتفيد التقارير بأنه لا يمكن الوصول إلى العديد من المستشفيات، كما أن انعدام الأمن يحول دون إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن.
وقال الدكتور محمد توفيق مشعل إن منظمة الصحة العالمية تظل على الأرض تعمل جنبا إلى جنب مع السلطات الصحية السودانية والشركاء الصحيين لتقديم الخدمات المنقذة للحياة لشعب السودان.
كما تواصل المنظمة استخدام كل السبل المتاحة لتوزيع الإمدادات إلى حيث تمس الحاجة في جميع أنحاء السودان، وتستعد المنظمة حاليا لإرسال الإمدادات الطبية والتشخيصية إلى دارفور وكردفان كجزء من قافلة أكبر تابعة للأمم المتحدة.
وبالتعاون مع اليونيسف وشركائها في مجال الصحة، دعمت منظمة الصحة العالمية حملة التطعيم عن طريق الفم ضد الكوليرا في ولايتي القضارف والجزيرة، لتصل إلى أكثر من 2.2 مليون شخص- أي 98 في المائة من العدد المستهدف.
وتنتشر فرق المنظمة في المناطق المتضررة من الكوليرا لمراقبة جودة المياه، وتوزيع أقراص تنقية المياه، وإشراك المجتمعات في الوقاية من الكوليرا.