البرامج التلفزيونية الرمضانية.. الصراع بين البرامج الفنية والدراما

البرامج التلفزيونية الرمضانية..  الصراع بين البرامج الفنية والدراما

بقلم:  حسام الدين كرنديس

مع اقتراب الشهر الفضيل، تشهد هذه الأيام حراكا كبيرا ومجهودا تقوم به إدارات القنوات الفضائية بالبحث عن برامج تجذب بها المشاهدين لشاشتها.

تدرك أغلب الإدارات أن تنوع البرامج واختلافها يجعل من المحطة محطة  أنظار، لكن تميل هذه الإدارات لإنتاج البرامج الفنية الغنائية،  أولا لكسب المستثمرين وزيادة فرص الفوز بأكبر عدد من الإعلانات، ل سهولة الرعاية والإعلان،  ولجذب المشاهدين بحجة (الناس داريين كده)، لذلك يحتدم الصراع حولها.

برنامج أغاني وأغاني رقم صعب الوصول إليه من جميع النواحي،  فأولا هو أقدم البرامج الفنية ، خلال السنوات الطويلة التي واظب البرنامج على الحضور القوي فيها، والمادة التي قدمها، وطريقة تقديمها، حيث وثق البرنامج لأغلب الفنانين وأغلب الأغنيات بعدد من الأصوات الشبابية المختلفة في عدة سنوات.

كان للأستاذ الشاعر والملحن والدرامي والكاتب المرحوم السر قدور دور كبير في الوصول بالبرنامج لهذه الشهرة ، بطريقة تقديمه المميزة والقدرة العالية للسرد القصصي وأسلوبه المرح وخبرته الفنية والإعلامية معا، حيث أصبح البرنامج بعيدا عن المقارنة مع البرامج الفنية المشابهة في القنوات الأخرى.

ظل برنامج أغاني وأغاني  محافظا على شكل الموسيقى التي يقدمها في مختلف النسخ على مر أكثر من سبعة عشر عاما، ولم نرصد أي خلل فني في الصوت والصورة أو الإضاءة، بل في كل نسخة تدهشنا القناة بديكور جديد.

نسخة العام الماضي قدمها الأستاذ مصعب ا الصاوي نسبة لمرض ووفاة الأستاذ قدور، و بكل تأكيد لم ترض عنه فئة من المشاهدين ليس إنقاصا منه لكن لتعود الناس على حضور مقدمه الأساسي القوي الجميل قدور.

برنامج يلا نغني أيضا برنامج جميل تنتجه القناة الحديثة البلد،  لكن أولا عليهم  اختيار مقدم متمكن، و ثانيا يعاني البرنامج من ضعف التوزيع الموسيقي الناتج عن عدم تناسق وتناغم الآلات الموسيقية ومشاكل الصوت وأحيانا الإضاءة.

 قناة البلد بعيدا عن البرامج الرمضانية قدمت برامج مميزة عكست من خلالها الثقافة السودانية وسلطت الضوء على العديد من القضايا بكل حياد وكانت جزءا من الحل كما ساهمت في نشر الوعي ولفتت انتباه الناس مما جعل لها حيزا في قلوب المشاهدين.

ومن المميز هذه السنة أيضا سباق دراما سودانية لم نشهده لسنوات طويلة. و حسب البرومو فإن مسلسل زانداهو  الأقوى وتطور الممثل أحمد الجقر بعد أدواره في عدد من المسلسلات في زمن وجيز، حيث قدم الجقر اداء  أكثر من رائع في مسلسل سكة ضياع الناجح بكل المقاييس، كأول عمل درامي جديد بوجوه جديدة سلط الضوء على عدة قضايا، وكان  الضعف الفني والتقني مقبولا بحكم الظروف والواقع السوداني.

ومن الأقرب المنافسة مسلسل دروب العودة الذي يكتظ بالنجوم،  وشهد ظهور النجم والأب الروحي للدراما السودانية موسى الأمير وكذلك الخبير الكندي الأمين،  والنجم عوض شكسبير، لتبقى  معادلة المنافسة الدرامية صعبة.

وأدى الاهتمام بالدراما والإنتاج الدرامي إلى ظهور وجوه جديدة،  وتابعنا النجم أبو بكر فيصل في عدة أعمال درامية قوية وتألق الممثلة مفاز بشرى ودلواك أيضا ممثل من الطراز الأول،  كما تابعنا شخصية (أبو الدبش) التي قام بادأها الرائع هاني عوض الله الذي قام سابقا بدور (كابوس).  شخصية أبو الدبش نجحت لدرجة أصبحت كلماته  تتداول بين الناس، وفي هذا العام يجيء مسلسل يوميات أبو الدبش بعد النجاح الذي حققته الشخصية.

كما شارك أيضا في المسلسل الكوميدي (قشر موز) الذي يعرض خلال شهر رمضان رفقة المخضرم ربيع طه (ود الزلط) وعوض شكسبير، هذا المسلسل أيضا يترقبه المشاهد السوداني نسبة لتأثير الممثلين الكبير على المشاهد وتاريخهم الحافل بالنجاح في الدراما.

جدية عثمان تبحث عن أضواء جديدة عبر برنامجها (نص ضربة) وتستعين بخبرات المخرج ياسر حبيب والمعد هيثم هاشم.

ويبقى السؤال، هل تلفت الدراما انتباه المشاهدين وتلبي اهتماماتهم أم تواصل البرامج الفنية سيطرتها على المشاهدين؟.