صرخة الصم.. من يسمعها ؟!

عطبرة: عصام الحكيم
تفاجأ التلاميذ الصم والبكم بمعهد الضياء والأمل بحي الفكي مدني بعطبرة المستضافين في مقر اتحاد المكفوفين بإغلاق الفصل المخصص لهم دون سابق إشعار أو إخطار …
ووفقا لمسئول تعليم الفئات الخاصة بعطبرة فإن إدارة التعليم بالمحلية طلبت إخلاء المقر تمهيداً لتحويله لمدرسة للمرحلة المتوسطة مشيرا إلى أن طلب إدارته حسب ماترين من سياق حديثه آتي مناقضاً لتفاهمات سابقة تأسست على اتفاق واضح يسمح للصم والمكفوفين باستغلاله ومواصلة نشاطهم فيه…
شعور التلاميذ ومعلميهم وأولياء أمورهم كان صَارِمًا واليماً ومريراً بالقدر الذي أفقدهم الإحساس ببرودة الصباح الشاني …
لكنهم رغماً عن ذلك تحدوا الشعور بالإحباط والألم وانتظموا في منشط الطابور الصباحي وأدوا تحية العلم على أنغام النشيد الوطني الذي جاء مفعماً ومتناغماً ما بين مدلولات لغة الإشارة ومنطوق الوجدان…
وتحت هذه الظروف تحولوا مجبرين لتلقي دروسهم التعليمية من الفصل المغلق إلى فناء المعهد متحملين لسعات زمهرير البرد القارس ولفحات غبار الشتاء الكاسح …
ما يؤلم حقا أن الصم والبكم استبقوا أوامر الإخلاء بصيانة وتأهيل المقر علي نفقة صندوق التنمية المحلية بعد أن استوثقوا أولا من حتمية بقائهم فيه بتعهدات قاطعة من إدارة التعليم التي عادت بشكل مباغت وفاجأتهم بقرار مغادرة المقر تاركة بذلك علامات الحيرة والدهشة تتحلق في مخيلتهم وأذهانهم الحائرة واستفهامات الواقعة تتزاحم في براح المكان…
وفي حقيقة الأمر يحار المرء في غياب البعد الإنساني في قرار إدارة التعليم بالمحلية وانتفاء الغطاء الرحيم بإغلاق الفصل في سلوك هو للطرد أقرب منه الأمر بالإخلاء…
والكل يعلم أن الحوجة الآنية للمقر كمدرسة متوسطة مقترحة غير متوفرة وهي على أقل تقدير لن تتم خلال العام الدراسي الحالي باعتبار أن هناك نهرا للمرحلة للمتوسطة بحي الفكي مدني قد ألحق مسبقاً بمدرسة الشرقية الابتدائية…
ختاما إن كان أمر الإخلاء قصدا منه فك الاختناق المأزم بالحاجة للمدارس المتوسطة بالمحلية فلا يعقل أن تتباين أولوية الحلول لطلاب على حساب طلاب آخرين وان اختلفت في إطارها العام لأن الحقوق تتساوى دون تمييز إيجابي على أساس الحواس وفق منظومة الأخلاق التربوية والإنسانية…
فإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة…
المرجو أن تتدخل وزارة التربية والتعليم وهي صاحبة الشأن والقيمة على الأمر لتسوية الأمر بميزان الحكمة والعدل دون أن يضار طرف على حساب آخر وهو المأمول على أقل تقدير فيمن بيده الحل والعقد…