مقال: سفير واشنطن والإبحار مع النشطاء

سفير واشنطن والابحار مع النشطاء
بقلم: النذير السر
للأسف لقد وقع السفير في الخطأ المدمر الذي أضاع على أمريكا ٣٠عاما من التعامل مع السودان وقع في فخاخ شبكة النشطاء السياسيين وعثمان ميرغني شيخ هذه الطريقة وحادي ركبها، كما وقع في أخطاء كبري لاتتناسب وسيرته الدبلوماسية المرفقة مع الحوار، فكيف تريد أن تبني علاقة بين الشعبين بعيدا عن الحكومة؟ هذا منافي للتفويض الدبلوماسي المحكوم بنص اتفاقية فيننا للعمل الدبلوماسي، وهذا النوع من العلاقات ليس من اختصاص ومهام الدبلوماسية الرسمية بل هو اختصاص حصري للدبلوماسية الشعبية التي لايلزم من يقوم بها تقديم أوراق اعتماده وتقديم شكره بعد انتهاء مهامه للرجل الأول في اي دولة! الخروج الأخطر والمنافي للاتفاقية هو تجوالك والتقاؤك بمنظمات المجتمع المدني، القانون الدولي نظم شكل هذه العلاقات والأمم المتحدة لديها من المنظمات مايغطي كافة الاهتمامات المدنية،، امر آخر يضرب مصداقية بلادكم صاحبة التجربة الديمقراطية الأكثر رسوخا في العالم، وهو قبولك بالطريقة التي كتبت بها الوثيقة الدستورية، هذا سيكون عارا يلاحق أمريكا اذا دافعت عن الطريقة التي قسمت المواطنين لديمقراطيين وغير ديمقراطيين تنتزع منهم حقوق المواطنة ويصادر حقهم ورايهم في كتابة الوثيقة الدستورية التي تمثلهم، إنما تقوم به السفارات الغربية يعد انتهاكا صارخا لاتفاقية فيينا للعمل الدبلوماسي اذا أخذنا في الحسبان ان امريكا لديها مبعوث للسودان وجنوب السودان يمكنه القيام بكل هذه المهام والالتقاء بالاحزاب السياسية والقوى المدنية ولايشكل ذلك حرجا ولا انتهاكا للقانون الدولي، ثمة امرا اخر غير لائق وهو تحديد خطوط حمراء ترقى لدرجة فرض الوصايا فيما يتعلق بإقامة علاقات مع دولة مثل روسيا، للأسف وقع السيد السفير في شبكة النشطاء الذين حكموا البلاد لثلاثة سنوات وعملوا ضد الأجندة الغربية المتعلقة بالعدالة والحريات والسلام، لااظن ان السيد السفير محتاج للتذكير بمهام السفراء التي اولها
تطوير العلاقة بين البلدين
لديه الحق في جمع المعلومات وإرسالها لوزاره الام (دون التعليق عليها، هذا شأن يخص الوزارة التي بمثلها)
احاطة رعاياه في حال هنالك ثمة مخاطر تهدد سلامتهم
العالم تغيير واذا لم تغيير واشنطن من سياستها التي كانت عليها طوال الثلاث عقود الماضية، ستفقد الكثير مطلوب حكومة مدنية في السودان هذا أمر مجمع عليه ولكن أيضا مطلوب من واشنطن وسفارتها ممارسة مهامها وفقا لاتفاقية فيننا للعمل الدبلوماسي والتخلي عن الدور الشبيه بالحكم العسكري دور(شرطي العالم) ،