شابة سودانية تؤسس شركة تفوق قيمتها مليار دولار في أمريكا

اوبن سودان – وكالات

  • بعد 3 سنوات من انتشار جائحة كوفيد- 19، لا يزال نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة يواجه نقصًا حادًا في الممرضات، إذ تتجاوز وظائف الممرضات الشاغرة في أكثر من ثلث المستشفيات نسبة الـ 10%، ومن المتوقع أن تتقاعد نحو 500 ألف ممرضة مسجلة بنهاية هذا العام.

لمواكبة طلبات المرضى، لجأ المسؤولون التنفيذيون بالمستشفيات إلى عمال مؤقتين، وهو بديل باهظ الثمن، إذ تشير جمعية المستشفيات الأميركية إلى أن الاضطرابات الناجمة عن الجائحة، ضاعفت الأسعار التي تفرضها شركات التوظيف 3 مرات منذ يناير 2020.

هنا يأتي دور شركة انكريدبل هيلث Incredible Health، التي أسستها الدكتورة الأمريكية من أصول سودانية  إيمان أبو زيد،  بالتعاون مع روما بورتلوك في عام 2017، والتي تعمل كمحرك بحث مشابه للينكد إن لوظائف الممرضات.

شارك في المنصة 60% من المستشفيات الأعلى تصنيفًا في أمريكا من خلال الدفع للشركة لإدراج الوظائف المفتوحة، بينما تعمل خوارزمية الشركة على مطابقة أفضل المرشحين مع الوظائف الشاغرة.

ومؤخرا أعلنت الشركة الناشئة  أنها جمعت 80 مليون دولار في جولة تمويل من الفئة B، وهو ضخ نقدي جيد بما يكفي لرفع تقييمها إلى 1.65 مليار دولار، ووضع رئيستها التنفيذية، إيمان أبو زيد، في مكانة نادرة، فهي واحدة من أصحاب البشرة السمراء القلائل الذين يديرون شركة تُقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار.

وتميزت الشركة بربحيتها والطريقة التي تستخدم بها تكنولوجيا التعلم الآلي، لربط الممرضات بوظائف دائمة ذات رواتب أفضل بمعدل أسرع مما يستغرقه التوظيف التقليدي (14 يومًا مقابل 82 يومًا، كما تقول إيمان).

وعلى عكس شركات الصحة الرقمية الأخرى التي تتباطأ وتشدد أنظمتها النقدية، نظرًا لتراجع الاستثمارات والعائدات على حد سواء، فإن شركة Incredible تسبح عكس التيار.

زادت الشركة إيراداتها في العام الماضي بمقدار 5 أضعاف، والتي تقدرها فوربس بـ 25 مليون دولار (على الرغم من رفض أبو زيد التعليق على الرقم المحدد)، وهي أعلى بأكثر من 50% من توقعات العام الماضي.

وتقول إيمان أبو زيد، لمجلة فوربس، أن الشركة تمتلك تدفقًا نقديًا جيدًا، كما وسعت قوتها العاملة إلى 180 موظفًا، وقالت: “إذا أردنا أن نصبح روادًا في سوق الرعاية الصحية، فنحن بحاجة إلى التوسع، وهنا يأتي دور التمويل الجديد، ليساعدنا على التوسع من 25 ولاية إلى بقية البلاد. كما نحتاج إلى إضافة المزيد من الوظائف بخلاف التمريض؛ لأن الأطباء وأخصائي العلاج الطبيعي والصيادلة يمكنهم الاستفادة أيضًا”.

قادت شركة Base 10 Partners الجولة التمويلية كجزء من مبادرة Advancement Initiative، وهي عبارة عن برنامج يتبرع بنسبة 50% من فائدة الصندوق إلى الكليات والجامعات الخاصة بأصحاب البشرة السمراء.

قال جاميسون هيل، الشريك في بيزتن بارتنرز، لمجلة فوربس، “لقد وجدنا ضالتنا في انكريدبل هيلث، إذ يتشارك الجميع في مهمة واحدة، ألا وهي إتاحة الفرص الاقتصادية للمحتاجين”.

كذلك كان نمط عمل الشركة ملائمًا لِما يبحثون عنه، فهي تتفوق في المقاييس الثلاثة التي ينظرون إليها في جميع استثماراتهم، ألا وهي ملاءمة المنتج لسوق العمل، والعمل في قطاع يمر بتغيرات هائلة، ونموذج النمو الفعال.

يقول هيل، “تعجز الأنظمة الصحية بالمستشفيات عن العثور على عدد كافٍ من الممرضات، لتلبية طلبات المرضى، ما يخلق احتياجًا حقيقيًا”.

وأضاف، “نرى ذلك في حقيقة أن شركة انكريدبل هيلث تمتلك تدفقًا نقديًا إيجابيًا، وهو ما يدل على أن دورة مبيعاتها تتسم بالكفاءة، بالإضافة إلى قدرتها على تقديم قيمة للعملاء والعمل الاقتصادي”.

وعلى عكس أسواق التوظيف المؤقتة ، تركز انكريدبل هيلث على شغر الوظائف على نحو دائم، وتشير أبو زيد إلى أن كفاءة عملية الوظيف على المنصة تجعل جميع الأطراف رابحة.

على سبيل المثال، يدخر المسؤولون التنفيذيون في النظام الصحي مليوني دولار عن كل مستشفى سنويًا، كان من الممكن أن يذهب هذا المبلغ سدى على العمال المؤقتين وتكاليف الموارد البشرية.

كذلك تزداد رواتب الممرضات بمعدل 17%. وفوق ذلك، فإن برنامج الشركة يضمن توفيق الممرضات الماهرات للوظائف، وهو ما لم يكن ممكنًا في طرق التوظيف التقليدية.

تقول إيمان، “إذا كنت تعمل في مجال الرعاية الصحية أو في التمريض، لا يجب عليك الاعتماد على صِلاتك ومن تعرف، أو المحسوبية أو أي شيء من هذا القبيل للحصول على الوظيفة، إذ إن التكنولوجيا تخلق فرصًا متكافئة للجميع”.

و تأمل أبو زيد في مساعدة المشاركين من منصات التواصل الاجتماعي مشاركة انكريدبل هيلث مع عملاء جدد، إذ تقول، “ممرضات الجيل زد Z وممرضات جيل الألفية نشيطات للغاية على وسائل التواصل الاجتماعي، لهذا كان دخول المؤثرين مهمًا جدًا كجزء من استراتيجية النمو وقدرتنا على جذب المواهب”.

بينما تعمل أبو زيد على خلق فرص عادلة في قطاع وظائف الرعاية الصحية، فإن حصول الشركة على قيمة مليار دولار، يمثل خطوة صغيرة إلى الأمام في بيئة لا تتسم بالعدالة.

على سبيل المثال، ذهب أقل من 2% من إجمالي التمويل الاستثماري إلى المؤسِسات من النساء العام الماضي، وذهب أقل من 1% إلى المؤسِسات من صاحبات البشرة السمراء.

بالنظر إلى أن أبو زيد الرئيسة التنفيذية لشركتها، ومن المهاجرين أيضًا، حيث ولدت لأبوين سودانيين كانا يعيشان في المملكة العربية السعودية في ذلك الوقت، فإن هذا يجعلها في مرتبة نادرة.

تقول إيمان أبوزيد “آمل أن أكون دليلاً يناقض كل من يرى استحالة ذلك”، بينما تنصح أولئك الذين يشبهونها بالتركيز على أهدافهم ومهماتهم. وتضيف:”وبالنسبة لأولئك الذين يقودون هذا التحيز في النظام، ليس من الجيد التغاضي عن المديرات التنفيذيات أو المديرات التنفيذيات من صاحبات البشرة السمراء، بالنظر إلى القيمة الكبيرة التي يقدمنها في مجال الأعمال. وأنت إذ تتغاضى عن ذلك، فإنك تقوم بذلك على حساب مصلحتك”.

لم تبتعد  إيمان أبو زيد عن المجال الطبي الذي درسته، وقالت إنها تمكنت من تطبيق شهادتها في الطب بطرق لم تكن تعتقد أنها ممكنة. وتمكنت أبوزيد من تحسين مهاراتها القيادية وتعلم خصوصيات وعموميات إدارة الأعمال التجارية. كما حصلت على ماجستير إدارة الأعمال من كلية وارتون للأعمال ، مع التركيز على إدارة الرعاية الصحية.

وسبق لإيمان العمل في مجال    الاستشارات في شركة “بوز ألين هاميلتون” حيث صممت التعاون بين مستشفيات مدينة نيويورك وشركات الأدوية. واصلت تطبيق خبرتها الطبية في شركة “ماكينزي أند كومباني” قبل أن تصبح مديرة إدارة المنتجات في ألايفكور.