متناقضات العاصمة.. ناس أفراحا زايدة وناس اتألموا

بقلم: حسام الدين كرنديس
- في عاصمتنا فئات متعددة مزجت كل المتناقضات يصعب فهمها وتحليلها والتكهن بوجودها في مكان واحد، سهرات وأعياد ميلاد وعروض أزياء (الظاهرة الجديدة) وحفلات عامة، ليالي البروف التي تواصل حفلاتها اليومية بأحد أفخم الفنادق بالعاصمة، وتنظم جدولا للفنانين أصحاب الجماهير الكبيرة والكثيرة، عدد من المنتديات تفتح أبوابها أمام المقتدرين وحفلات نادي النيل العالمي التي يرتادها البرجوازيون، لكن حفلات ليالي البروف وجمال فرفور الأكثر إقبالا بين المنتديات، مع مغيب شمس كل خميس يتوافد الناس من مغتني الفارهات وفئة ميسوري الحال وبعض الهاربين من خط الفقر متنكري (الاستكداح) والهاربين من واقعهم للالتحاق بالمنتديات الفنية التي غالبا ما تكون بضفة النيل للاستمتاع بأجمل الأغنيات والترويح عن أنفسهم بعيدا عن هموم البلد التي لا توجد بها حكومة، فاقدة الأمن والأمان والاستقرار وبعيدا عن هموم المعيشة ولقمة العيش هذه الفئة تزحم المطاعم و الكفتريات والكافيهات وبعضهم ينثر المال على الفنانات.
الوجه الآخر من العاصمة فئة الموظفين والعمال والطلاب ومحدودي الدخل اللذين يبحثون عن أساسيات الحياة من تعليم وغذاء وصحة، فهم يبحثون عن ثمن فحوصات وأدوية ومكان أو فراش داخل أحد المستشفيات التي لا تتوفر بها أدنى الخدمات مثل إبرة وشاش ولا حتى مطهر أو معقم، هم نفسهم الباحثون عن وظيفة براتب مجذي لسد تكلفة طبق من الفول أو شيء من الأرز ، الطامحون لوجود مقعد وكتاب لطالب بفصل دراسي، الباحثون عن الحرية والسلام والعدالة.
دنيا (السودان) غريبة سر ما بنفهو * ناس أفراحا زايدة وناس اتألموا.