بيان للمؤتمر الشعبي حول خطاب البرهان

بسم الله الرحمن الرحيم
المُؤتَمَرُ الشّعْبِيّ Popular Congress

بيـان مهم
يقول الله تعالى (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّٰمِينَ لِلَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَـَٔانُ قَوْمٍ عَلَىٰٓ أَلَّا تَعْدِلُواْ ۚ ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌۢ بِمَا تَعْمَلُونَ) [سورة المائدة:8]
إلى جماهير شعبنا الأبي الصابر، جاءَت الثورة المباركة في ديسمبر 2019م تطلّعاً نحو بسط الحريّة والكرامة والسّلام، والعدالة والدِّيمقراطيّة، والتداول السلمي للسلطة، وتطبيق الحكم الرشيد وتوفير العيش الكريم. بذل فيها شبابُ السودان أرواحَهم الطّاهرة ودماءهم الزكية العزيزة مَهراً لهذه الأهداف النبيلة المرجوّة.
لقد كان الهدفُ المنتظرُ أن تمضي الثورة إلى تكوين مؤسسات حكم انتقالي تحقق أهدافها، وتلبِّي أشواق شعبِنا المتطلع إلى حكم ديمقراطي يردّ السُّلطة للشعب بانتخابات حرة نزيهة، فظل موقف المؤتمر الشعبي المُعلن منذ بداية فترة الانتقال هو ضرورة التوافق والابتعاد عن المنهج الاقصائي الشُّمولي، الذي لا يمثل الشعب، ويسير بلا تفويض منه أو شورى معه أو مع أي من مكوناته وقواه الحيّة.
ولكن ما شهدته البلاد من فراغ دستوري في الفترة الماضية جراء إنقلاب 25 أكتوبر وانفراد بالسّلطة، قنن لديكتاتوريةٍ وشموليةٍ جديدةٍ، فكان أن تعطلت أجهزةُ الدّوْلَةِ ومؤسّسَاتُها، وزادت وطأة الفقر وانتشرت الجريمة حتى فقدت المدن والقرى والمجتمعات سِلمها، وانفجرت الأوضاع في مناطق السودان المختلفة مهددة تماسك الدولة ووحدتها .
وحيث أن المُؤتَمَرَ الشَّعْبِيّ ظل طِوال مسيرتهِ مبدئياً تجاه قضايا الوطنِ والمواطن، فقد أعلن بوضوحٍ موقفهُ المبدئي ضدّ الإنقلاباتِ العسكرية بلا تردد، من أيِّ جاءت وعلى أيِّ نُفِّذت، ولكونها ستقود إلى تعطيلِ حركةَ التغييرِ الدِّيمقراطيِ في البلاد. فدعا المؤتمر الشعبي جُموعَ الشعب وقواهُ الحية الثائرة وجميع القوى الوطنية إلى الوقوف دفاعاً عن الإنتقال والتحول الدِّيمقراطي بعيداً عن هيمنة العسكر، وتشكيل موقفٍ مبدئيٍ ورؤيةٍ وطنيةٍ موحدةٍ لمناهضة الانقلاباتِ العسكرية. كما ظل المؤتمر الشعبي يشدد على ضرورة إنسحاب القوات المسلحة من المسرح السياسي تماماً والالتزام بمهامها المتمثلة في حماية حدود البلاد وأمنها بعيداً عن أي تدابير حكم سيادية أوتنفيذية .
وبين يدي ما ذكره قائد القوات المسلحة في بيانه بتاريخ 5 يوليو 2022م ، نؤكد على الآتي:
1_ يجدد المؤتمر الشعبي التأكيد على أن وظيفة القوات المسلحة وسائر قيادتها ومنسوبيها هي حماية حدود البلاد من التدخلات الخارجية دون أدني تدخل في الشأن السيادي والتنفيذي.
2_ على القوى السياسية المدنية أن تتفق على تفاصيل هيكلة أجهزة الحكم السيادية والتنفيذية بما يرسخ للتحول الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة، وبناء مؤسسات الحكم الانتقالي التي تقوم بإدارة ما تبقى من المرحلة الانتقالية والترتيب لاقامة الانتخابات في موعدها المحدد (يوليو 2023م) مع ضرورة مراعاة التمثيل العادل للمرأة وشباب السودان وقود الثورة وحماتها.
3_ يشدد المؤتمر الشعبي على أن مهام مجلس الأمن والدفاع المقترح والذي يضم كافة تشكيلات القوات المسلحة، هي الترتيبات الأمنية لاتفاق سلام جوبا ونزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج، ويجب ألا يكون لمجلس الأمن والدفاع المذكور أي تدخل في أعمال الحكم السيادية والتنفيذية، وتُحدد بدقة أوجه المهام الموكلة له من تدابير أمنية.
4_ ندعو مختلف القوي السياسية لسرعة التوافق حول تفاصيل ترتيبات ما تبقى من المرحلة الإنتقالية آخذين في الإعتبار الظروف الاقتصادية والأمنية المتردية التي تمر بها البلاد، وما يتطلبه ذلك من جمع للصف ووحدة للكلمة وتحقيق العدالة للانتهاكات التي تمت خلال الفترة الماضية والدماء البريئة التي أريقت، لنمضي جميعا لخيار الشعب وإختياره في إنتخابات حرة نزيهة في موعدها يوليو ٢٠٢٣م يفوض فيها الشعب من يختاره.

قال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [سورة آل عمران:103]

المؤتمر الشـعبـي
الأمانـة السيـاسيـة
7 يوليو 2022 م