جولة بن سلمان وزيارة بايدن

جولة بن سلمان وزيارة بايدن
بقلم: هبة زمراوي
- زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط تبدو هذه من المرة مختلفة، رغم أن هدف السياسة الخارجية الأمريكية الأول هو حماية أمن إسرائيل وضمان حقها في الحياة إلا أن هذه المرة متوقع أن تكون هناك مواضيع مختلفة وصفقات متعددة قد تؤدي إلى تغيير حقيقي في المنطقة، ونلاحظ ذلك من خلال بروز مواضيع عاجلة في الساحة السياسية قبل الزيارة المرتقبة لبايدن في الشهر المقبل مثل طرح قضايا إقليمية في اجتماعات ثنائية كقضية سوريا والتحدث عن دعم جهود السلام فيها، وتناول الوضع الاقتصادي اللبناني، وكذلك تناول القضية الفلسطينية وحصرها في عودة المفاوضات من أجل حل الدولتين، وزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للأردن كأول زيارة له للأردن بعد توليه المنصب منذ خمس سنوات قادماً من مصر بعد عقد صفقات والوعد باستثمارات مالية ضخمة في مصر، في الوقت الذي يزور فيه وفد مصري إسرائيل من أجل التبادل التجاري، كلها تحركات في مفادها أن إسرائيل ترغب في التوسع والاندماج في الإقليم بصورة عاجلة وتنمية حجم تبادلها التجاري مع باقي الدول العربية الأمر الذي يتطلب أن تنعم الدول من حولها بأمن حتى إذا كان جزئياً، حتى تتفرق لتصدى لعدوها الأكبر في المنطقة وهو وإيران من خلال بناء حلف إسرائيلي عربي لمواجهتها ومنع إيران من تكملة برنامجها النووي. كما أن زيارة الرئيس الأمريكي من المتوقع لها أن تتناول بجانب أمن إسرائيل، عقد صفقات كبيرة مع الدول النفطية، حتى تعوض خسائر الحرب الروسية الأوكرانية، لذلك لن تكون ليبيا بعيدة عن اهتمامات هذه الزيارة ولا العراق، وستكون القضية اليمنية بصورة أقل وكذلك السودانية، كأن لسان حال الدول الغربية يقول لا يسعنا التعامل مع صراعات هنا وهناك نحتاج إلى نفط الشرق الأوسط بعيد عن خوض حروب تكفينا حرب أوكرانيا فلا بأس أن ينعم الشرق الأوسط بقليل من الأمن مؤقتاً. جولة ولي العهد السعودي قبل زيارة بايدن المرتقبة للشرق الأوسط قد تكون من أجل التنسيق (أو ترتيب الأوضاع) مع دول المنطقة بشأن قضايا إقليمية ودولية (تقديم الطاعة)، ولكن ما يثير التساؤل والشكوك هو أن هذه الزيارة التي بدأت من مصر وثم الأردن وسوف تختتم بتركيا، وكانت قد ساءت العلاقة بين تركيا والسعودية على إثر مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل سفارة بلاده في تركيا، فهل يمكن أن تعتبر هذه الزيارة كنوع من حسن النوايا واتخاذ السعودية خطوات نحو علاقة تصالحية مع الدول الأخرى، أم أن لأزمة تركيا الاقتصادية علاقة بهذه الزيارة.