تدريس الإنجليزية في السعودية.. مشكلة التمييز اعتمادا على “اللغة الأم”

في السنوات الأخيرة، شهد تدريس اللغة الإنجليزية في المملكة العربية السعودية تغييرًا جذريًا حيث أن الشركات، من منطلق مصلحتها الخاصة، قد استفادت بشكل كبير من مصطلح “المتحدثون الأصليون” أو أصحاب اللغة الأم للحصول على عقود تعليمية مربحة. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع حاد في التدافع على حملة الجنسية الأوروبية، مما جعل المغتربين يتحدثون لغتهم الأم تلقائيًا عند استلام الأوراق الأجنبية.
ويشمل الأمر معظم البلدان الأوروبية التي لديها مواطنون كهؤلاء في السعودية. ويسلط هذا الأمر المزيد من الضوء على قضية “العنصرية” المتزايدة في سوق العمل. وبالنسبة للغة الإنجليزية، فإن الدول الرئيسية التي يأتي منها المدرسون هي المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا وكندا ونيوزيلندا وجنوب إفريقيا، ولكل منها لهجة ونطق مميزان.
وتعتبر جنوب إفريقيا -على الرغم من وجود 11 لغة رسمية- هي الدولة الوحيدة الناطقة باللغة الإنجليزية في المستوى L1 في القارة الأفريقية. وهنا يبرز السؤال الكبير : لماذا لا يتم اعتماد الدول الأفريقية الأخرى التي تتحدث الإنجليزية كلغتها الأولى، مثل زيمبابوي وغانا والكاميرون ونيجيريا وأوغندا، على سبيل المثال لا الحصر؟ يبدو واضحا أن هذا النهج في التوظيف ليس فقط لا يراعي العلاقات الدولية، بل يتجاهل أيضًا المؤهلات والخبرات، ويركز بدلا عن ذلك فقط على إعطاء الأولوية لحملة جوازات السفر الغربية.
لقد طور بعض الأفراد الناطقين بالإنجليزية ولكنها ليست لغتهم الأم، كفاءتهم في إتقان اللغة الإنجليزية وإيصالها من خلال برامج الدراسات العليا والتدريب، ولسوء الحظ ، فإن خبرتهم لا تؤخذ في الاعتبار بسبب “جوازات سفرهم” وبلدانهم التي أتوا منها، دون مراعاة كفاءتهم وخبرتهم. في السعودية الكثير من معلمي اللغة الإنجليزية المتميزين من السودان والهند وباكستان ومصر وسوريا وغيرها بمستويات عالية جدًا من الكفاءة في اللغة الإنجليزية، ومع ذلك ، لم يتمكنوا من إثبات جدارتهم بما يتوافق مع مؤهلاتهم، ولم يتح لهم المضي قدما في مسيرتهم المهنية كما غيرهم من “أصحاب اللغة الأم”. إن أصحاب العمل في السعودية، طوروا نمطا من أنماط التمييز يعامل الشخص الذي لم يتخصص في اللغة الإنجليزية، ولكنه يأتي من بلد يتحدث اللغة الأم أكثر كفاءة كمدرس ESL من الشخص الذي تخصص في اللغة الإنجليزية، رغم أن من المعروف في الأوساط الأكاديمية المعرفة العامة للغة الإنجليزية تحدثًا وكتابة تختلف عن منهجيات التدريس المعقدة.
يجب أن تكون المؤهلات وسنوات الدراسة والخبرة في المجال والدروس التجريبية وغيرها هي المعايير المتبعة للتوظيف في المستقبل ، ويجب فرض IELTS كشرط أساسي على جميع المعلمين المحتملين ، وليس فقط أولئك الذين ينتمون إلى عرق معين، ويحملون جواز سفر معين.