حوار “اوبن سودان” مع السفيرة البرازيلية.. “فرص واعدة في الأفق”

الأسبوع الماضي التقى محرر موقع “اوبن سودان” بالسفيرة البرازيلية في السودان باتريسيا ماريا أوليفيرا ليما. ودار الحوار حول مختلف القضايا المتعلقة بين السودان والبرازيل. وقد لخصنا أدناه اجابات السفيرة باتريسيا ماريا على أسئلة محرر “اوبن سودان”:

– باتريسيا ماريا هو اسمي الأول وهو اسم مركب، أوليفيرا من أمي وليما من أبي، في البرازيل أحيانا نستعمل اسم الأم في أسماء العائلة رغم أن الشائع هو استعمال اسم العائلة

– أقمت في السودان لخمس سنوات، فقد عملت من 2012 حتى 2014 كنائبة رئيس للبعثة الدبلوماسية البرازيلية في السودان، ثم عدت في العام 2019 كرئيسة للبعثة.

– قبل مجيئي للسودان كنت أعمل في البرازيل، والسودان هو أول محطة دبلوماسية لي كسفيرة.

– أحببت في السودان الناس، الشعب السوداني يتميز بالبساطة والإيجابية، واللطف، ونشعر بالأمان هنا، لا تواجهنا مشاكل في الخرطوم. لم أحظ بالفرصة للسفر إلى الولايات، ذهبت فقط إلى مروي. السبب أننا كدبلوماسيين نحتاج إلى تصريح خاص للسفر خارج الخرطوم.

– أحيانا الحكومة لا تسمح لبعض السفراء بالسفر في السودان، بينما تسمح لسفراء آخرين. راسلنا الخارجية السودانية لكنها لم تجبنا. كنت أريد السفر لبورتسودان، وكسلا، وحلفا، ودارفور، لكن وزارة الخارجية السودانية تجاهلت الرد على طلبي. حدث هذا خلال فترة الحكومة الانتقالية السابقة.

– أعرف الكثير من الأماكن في الخرطوم. وأحب الطعام السوداني، مطاعم السمك خصوصا، جربت بعض الطعام السوداني مثل العصيدة والفلافل والسامبوكسة، لدينا في البرازيل الفول مثلكم، ونستهلك الكثير من أنواعه هناك، ولدينا أيضا القهوة، هناك بعض التشابه في العادات الغذائية بين البلدين.

– عادات الزواج في السودان والبرازيل فيها بعض التشابه، لدينا نفس الاهتمام بالعائلة وامتدادها.

– الجالية البرازيلية في السودان قليلة. لدينا مدرب كرة قدم عمل مع فريق الهلال، وموظف عمل مع شركة دال، وموظف آخر مع منظمة دولية، وهناك مجموعة من الفنيين يعملون في صناعة السكر لكنهم ليسوا مقيمين بصورة دائمة، فهم يذهبون ويأتون.

باتريسيا ماريا أوليفيرا ليما
باتريسيا ماريا أوليفيرا ليما – السفيرة البرازيلية في السودان

 

– لنا تعاون وثيق وقديم في صناعة السكر السودانية. هناك فنيون سودانيون في صناعة السكر تدربوا في البرازيل، وآخرون قدموا من البرازيل، من مدينة برابا، من معهد البحوث الزراعية. كان لدينا مشروع لتطوير صناعة السكر في السودان لكنه توقف، الحكومة السودانية تعاقدت مع شركاء آخرين ولم يتم التعامل مع البرازيل كدولة يمكنها المساهمة في هذا المجال في السودان.

لدينا الآن مشروع خاص مع كنانة، حيث تقوم شركة برازيلية خاصة بصناعة السكر من البطاطا الحلوة. البرازيل لها المقدرة على المساهمة والتطوير في مجال صناعة السكر في السودان، لكننا ننتظر المبادرة من الحكومة السودانية. يبدو أن الحكومة السودانية غير مهتمة بالموضوع حاليا، لكننا جاهزون متى ما طلب منا المساهمة.

– كان هناك مشروع برازيلي لصناعة اللحوم. أنواع مختلفة من اللحوم الحلال. لدينا في البرازيل الدكتور محمد حسين الزغبي وهو القنصل الفخري للسودان في سان باولو، وهو رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية في البرازيل وعالميا هو من البارزين في إصدار شهادات الحلال لصناعة اللحوم، وهو يريد نقل تجربته في مجال صناعة اللحوم وتدريب السودانيين على ذلك، لكن المشروع لم يمض كما يراد له. أنا أعلم أن المصريين بدأوا مشروعا مماثلا هنا، فربما يكون هذا هو سبب توقف المشروع البرازيلي.

– لا توجد أرقام دقيقة للتبادل التجاري بين السودان والبرازيل، لكن السودان يستورد بصورة أساسية المعدات الزراعية من البرازيل، وتقوم بذلك شركات خاصة وليس الحكومة. نحن نستورد من السودان الصمغ العربي وبعض الحبوب والتمور.

– البرازيل فيها فرص تجارية كبيرة للسودان، فمثلا يمكن للسودان أن يستورد من البرازيل الكثير من السلع ذات الجودة العالية والأسعار المناسبة، مثل الأحذية، والملابس، ومستحضرات التجميل للنساء، فالسودانيات جميلات ويهتممن بالمكياج، وأحايانا نرى في السودان سلعا مستوردة بأسعار عالية لكنها ذات جودة منخفضة، فالبرازيل تمثل مورّدا واعدا للسودان، في المجال الزراعي.

– يمكن للسودان أن يستفيد من تجربة البرازيل في إقامة مجتمعات الأسر المنتجة والمزارع الريفية لمحاربة الجوع، ومساعدة الأسر على إنتاج غذائها، ومشاريع اجتماعية،ف التكنلوجيا الاجتماعية يمكن أن تكون مهمة في علاقات البلدين لأنها تساعد على إقامة المشاريع الأخرى. لدينا في البرازيل مشروع “صفر جوع” المعروف عالميا، وللسودان مشروع مماثل لكنه لم يطلب الاستفادة من تجربة البرازيل في هذا المجال. الحكومة السودانية لم تختارنا كشريك في هذا المجال.

– حتى كرة القدم يمكنها أن تكون مشروعا مهما للتعاون بين السودان والبرزيل. يوجد في البرازيل مشروع للاندماج الاجتماعي وتدريب الأطفال على كرة القدم. قبل فترة قمت بإحضار سيدة برازيلية مدربة في مجال الدفاع عن النفس لتدريب السودانيات، وكان مشروعا ناجحا. قامت بتدريب 2700 فتاة هنا في السودان، في الخرطوم وخارجها. هناك مجالات أخرى متاحة للتدريب، لا تتعلق بالمال بل بالأفكار، مثلا في مجالات الموسيقى والإعلام وغيرها. البرازيل مثلا لديها صناعة سياحة متقدمة. لماذا لا يستفيد السودان منها؟.

– لدينا الكثير من طلبات التأشيرات السياحية من السودان للبرازيل، لكن أكثرهم لا يسافرون فعليا. أما طلبات تأشيرة الأعمال فهي بين طلب أو طلبين فقط في عام كامل. إجراءات التأشيرة للبرازيل ليست صعبة لكني أعتقد أن مسافة الطيران بين البلدين بعيدة.

– خلال العام 2020 كان لدينا حوار سوداني برازيلي ممتاز عبر الإنترنت. مثل هذه الأنشطة توضح مجالات التعاون المتاحة للبلدين. في الأفق فرص تعاون واعدة كثيرة بانتظار استثمارها.