تعرّفوا على “إكرام “.. الفتاة التي تزيل الألغام عن أرض السودان




– خدمة مركز الإعلام في الأمم المتحدة

– وفقا لخطة الاستجابة الإنسانية للسودان للعام 2022، أكثر من نصف المتضررين من التلوث بالألغام هم من النساء. وانطلاقا من دافع إنساني ووطني، التحقت الشابة السودانية إكرام أبكر جمعة بالتدريب على التخلص من الألغام والمخلفات الحربية.

استمر التدريب شهرا، وكانت إكرام واحدة من خرّيجات الدفعة الأولى المكونة من 28 شابة في مجال إزالة الألغام الأساسي لأغراض إنسانية، كلهن التحقن بامرأة واحدة متخصصة في السودان في مجال إزالة الألغام.

وقد تم الاحتفال بذلك في نهاية ديسمبر 2021 في حفل تخريج نظمته دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام والمركز الوطني للإجراءات المتعلقة بالألغام في السودان، في مركز التدريب في ضواحي الخرطوم.

 

خدمة الإعلام في الأمم المتحدة أجرت هذا الحوار مع إكرام:

* في البداية عرّفينا أكثر عن نفسك، من أين أنتِ وما هو مجال عملك؟

–   اسمي إكرام أبكر جمعة  من جمهورية  السودان ولاية جنوب كردفان  محلية الدلنج. مجالي هو إزالة الألغام و المخلفات الحربية، بداياتي كانت مع منظمة الوحدات الوطنية لمكافحة الألغام و التنمية الرائدة في مجال مكافحة الألغام في السودان، تدربت فيها من المستوى الاول ومن ثم تم تأهيلي للمستوى الثاني.

حاليا أنا قائد فريق في منظمة جسمار للأمن الإنساني العريقة في مجال مكافحة الألغام في السودان. تلقيت التدريب من المشرف محمد حسين و المشرف الثري النعيم و المشرف محمد حسن عبدالله و القائد علاء الدين عثمان الشريف وهؤلاء يتبعون لمنظمة الوحدات الوطنية للمكافحة الألغام و التنمية سابقا.

* ما الذي دفعك للالتحاق بالتدريب على إزالة الألغام؟

–  الذي دعاني للتدريب في مكافحة الألغام هو دافع إنساني أولا. والدافع الثاني، هو دافع وطني. وطني دمرته الحروب والصراعات وبه الكثير من المخلفات الحربية التي لها أضرار على المجتمع السوداني، وهذا ما دفعني للالتحاق بهذه المجال.

ويعنيني جدا أن أزيل المخلفات الحربية الموجودة في الأرض حتى ينعم أهلي بأرض خالية من المخلفات الحربية. السودان وكل دول العالم فيها كمية من المخلفات الحربية، أريد أن ينعم العالم في أمن وسلام.

* حدثينا عن تجربتك.. هل التعامل مع الألغام مخيف وكيف تغلبت على خوفك؟

–  التجربة بصراحة هي نوع فريد، تجربة صعبة تحتاج للصبر والمثابرة والثبات والرغبة والعزيمة، وكانت لدي رغبة وعزيمة في مكافحة الألغام والمخلفات الحربية. بالنسبة للخوف، تغلبت على خوفي من خلال من تدربت على يدهم، محمد حسين أول من دربني على مكافحة الألغام، كان دعما وسندا حقيقيا بالنسبة لي لاجتياز هذه المرحلة الصعبة والحمد لله بفضله استطعت التعامل مع المخلفات الحربية بدون خوف.

* ما هي المهارات والمعرفة التي اكتسبتِها من التدريب؟

–  اكتسبت مهارات كثيرة. تعرفت على المخلفات الحربية بأشكالها وأحجامها المختلفة، وأضرارها، وتحديدها في الأرض وكيفية التعامل معها. هذه هي المهارات التي اكتسبتها.

إكرام

 

* بعد انتهاء فترة التدريب ما هي الخطوة المقبلة؟ هل ستذهبن إلى الميدان؟

–  نعم، سوف نذهب إلى الميادين الموبوءة بالمخلفات الحربية لتطهيرها من المخلفات الحربية في الفترة المقبلة.

* إلى أي مدى تعدّ قضية الألغام مؤرقة في السودان؟

–  توجد كمية من المخلفات الحربية ونحن في صدد إزالتها وتدميرها تماما. السودان من الدول الموقعة على معاهدة أوتاوا (لجعل أراضيه خالية من الألغام بحلول أبريل 2023) ونحن في نفس الاتفاقية نسعى للتخلص من المخلفات الحربية التي لها تأثير على المجتمع وتعيق التنمية في المناطق الموبوءة بالمخلفات الحربية وتعيق حركة المجتمعات في الزراعة.

النشاط الاقتصادي الثاني في السودان هو الزراعة، لكن بسبب المخلفات الحربية وكثرتها في السودان، حدّت لنا المساحة الزراعية، هذه واحدة من المعوقات، وتؤثر بصراحة تأثيرا كبيرا جدا على السودان. نتمنى كروّاد في مجال مكافحة المخلفات الحربية أن نزيلها في فترة قصيرة جدا، إن شاء الله.

* هل هناك تحديات تواجهك كامرأة تعملين في مجال إزالة الألغام؟

–  نعم. في البداية واجهتني تحديات كثيرة، أحدها أنني امرأة أعمل في هذا المجال الصعب، كيفية التعامل مع الألغام ومخلفات الحرب، ونظرة المجتمع بالنسبة للأنثى أو المرأة في هذا المجال واحدة من التحديات الكبيرة. “لا يجب أن أكون في هذا المجال باعتباره مجالا للرجال”. هذا المعتقد معتقد خاطئ، بإمكان المرأة العمل في هذا المجال ويمكن أن تكون واحدة من الرائدين فيه وداعمة وسند للرجال.

هذه واحدة من التحديات الكبيرة التي واجهتني في الاختلاط مع الرجال. وبفضل الفريق الذي تعاملت معه، لا يوجد فرق بيني وبينهم في التعامل، عاملوني كواحدة منهم وقدموا لي الدعم الكبير في هذا المجال.

* وبالنسبة لدور أسرتك؟

إكرام أبو بكرة جمعة: الأسرة دعمتني. كانت الأسرة في البداية غير واثقة من إمكانياتي وقدراتي في العمل في هذا المجال الشاق، خاصة والدي. لكن، تحترم أسرتي قراراتي وحاجاتي التي أعمل بها وهي رغبتي أنا واختياري، والأسرة تدعمني. رغم تفاجؤها بوجودي في هذا المجال الصعب، كان دعم الأسرة حقيقيا وبالإضافة إلى دعم ووقوف الكثيرين إلى جانبي على رأسهم محمد حسين ومحمد حسن – كلهم دعموني ولا يزال الدعم متواصلا. كلما أنتقل إلى منظمة أخرى يقفون إلى جانبي في أي خطوة ويقدمون لي الدعم والمساندة.

* ما هي رسالتك للفتيات في السودان اللاتي يواجهن تحديات مماثلة ويخشين من الدخول في مجال “يحتكره الرجال”؟

–  أوصي الفتيات بالصبر والمثابرة، ويجب الاتحاد في هذا المجال، وهذا المجال ليس صعبا وليس حكرا على الرجال فقط، وسيجدن دعما من الرجال تماما كما حصلت أنا على هذا الدعم ووصلتُ إلى هذه المرحلة بفضل الرجال، وبنفس القدر سيساعدونهن للوصول في المستقبل إن شاء الله.

* هل ثمة حاجة إلى مشاركة مجتمعة في مجال مكافحة الألغام لما تخلفه من مآسٍ على حياة الشعب السوداني؟

–  هناك مشاكل كثيرة تخلفها الألغام، منها الأضرار على الأطفال بشكل خاص، فهم ليس لديهم المعرفة الكافية بتأثير المخلفات الحربية عليهم. يتعاملون مع المخلفات الحربية باعتبارها لعبة. لكن أضرارها كبيرة جدا على المجتمع وعلى الأطفال والنساء بصفة خاصة ومن ليس لديهم العلم بالمخلفات الحربية وتأثيرها الكبير جدا.

* هل تحاولين توعية المجتمع والمحيطك الخاص بهذه الأضرار؟

–  نعم. خلال الموسم السابق كنت قائدة فريق في مجال المسح الفني وكنت أقوم بتوعية المجتمعات بخطورة المخلفات الحربية وعدم التعامل معها بسبب الأضرار الوخيمة التي تخلفها. دائما ثمة توعية مع المجتمعات، ولا مانع لدي من إيصال معلوماتي لشخص ما كلما سنحت الفرصة.

* ما هي أمنياتك بالعام الجديد؟

–  أمنياتي في العام الجديد هي أن ينعم السودان وكل دول العالم بأراضٍ طاهرة وسليمة وخالية من المخلفات الحربية. وأتمنى في العام الجديد التأهل للمستويات الأعلى: من المستوى الثاني إلى المستوى الثالث. وأتمنى أن يكون موسما مليئا بالإنجازات والنجاحات والتحدي، وبالنسبة لي أن أكون إضافة حقيقية في مجال إزالة المخلفات، بالإضافة إلى ذلك التطور والتأهيل بالنسبة لي وبالنسبة لكل من يعمل في هذا المجال.

* شكرا لكِ ونتمنى لك كل التوفيق.

–  شكرا جزيلا لاهتمامكم في مجال مكافحة الألغام ودعم الجانب الأنثوي، أشكركم بالإنابة عن الفتيات العاملات في مجال مكافحة الألغام.