أحزان القلب

بقلم: آمنة حسن
– عندما تتوالى الأحزان على القلب يصبح رقيقاً بالدرجة التي لا يستطيع أن يحتمل فيها أي مشهد مؤلم أو أي كلمة جارحة ، عندما تكثر ثقوب القلب يصبح كالمصفاة تماما، كالغربال تسقط منه كل الأحداث ، ليس بمقدوره أن يحتفظ بأي شيء ، ستسقط منه كل الأشياء القديمة والجديدة والقادمة والذكريات يصبح كقربة فارغة، في هذا المقام يطلق عليه الصوفية (فؤاد) وربطنا على قلبها، واصبح فؤاد ام موسى فارغا ،،، اعتقد ان هذا الفراغ ليس إيجابيا إلا في حال امتلأ هذا الفراغ بحب الله و رسوله أو على الأقل باليقين والإيمان الكامل بالقضاء والقدر وهذه مرحلة يصعب الوصول إليها أو قد لا تمنح الا للمصطفين الأخيار .
احيانا لانعرف بالضبط اي كبوة واي تجربة أو أي جرح ترك فينا الأثر الأعظم ،. اغلب الظن ان تراكم الخيبات يصنع إنسانا بلا هوية، لا يبالي، لا يهتم، لا يحلم، لا يعمل، لا يفكر حتى ، فقط يسير هائما على وجهه في الطرقات في وجوه الناس في اللاشيء .
قاصمة الظهر قد تأتيك من حيث لاتدري ولا تتوقع ، قد تستهين بها وتقلل من شأنها وتأثيرها، الا انه في لحظة ما ستنظر إلى داخلك لتجده مبعثرا ومشتتا بل قد تجد الجروح الغائرة في كل زاوية من قلبك تنزف حتى الجفاف، مؤلمة هي قاصمة الظهر قد تجعلك منحنيا ومقوسا إلى وقت طويل وكلما ظننت انك استعدت استقامة عمودك الفقري وبدأ السرور يتسرب إليك سرعان ما تشعر بالوخز في ذات المكان.
يقولون انه كلما تقدم العُمر بالإنسان يصبح أكثر وعيا وقوة ومرونة بفعل التجارب، لكنني اعتقد العكس فكلما مرت السنوات ازداد الإنسان ضعفا أو بطريقة أجمل يصبح رقيق القلب تدمع عيناه لمجرد كلمة عابرة أو موقف مرّ على طرف العين ،.
كثيرون منّا يرون أن الماضي هو الأجمل دائما،، هل لأننا نرفض التغيير أو لانحبه وعندما تفرضه علينا عجلة الحياة نحزن وقد نقاومه ؟ ام لأن ذاكرتنا تصبح قوية أكثر من اللازم وترفض تنفيذ أمر المسح وتصر على الاحتفاظ بالأصل كما هو ؟ ام لان الحاضر حقا غير جميل؟؟