دروس موقع “اوبن سودان” من أحداث الخامس والعشرين من أكتوبر

دروس موقع “اوبن سودان” من أحداث الخامس والعشرين من أكتوبر
– من موقع اوبن سودان
– رغم أن أحداث السودان التي وقعت في فجر الخامس والعشرين من أكتوبر كانت متوقعة إلى حد كبير، إلا أن المفاجأة كان لها وقعها على الكثيرين، خصوصا العاملين في مجال الإعلام، الذين وجدوا أنفسهم معزولين تماما عن جمهورهم، حيث تم قطع وسائل الإتصال من هواتف وخدمة إنترنت، فأصبح السودان منقطعاً تقريبا عن العالم.
نحن في موقع اوبن سودان، وبحكم وجودنا داخل الخرطوم، عانينا كغيرنا من وسائل الإعلام من هذه العزلة التي فرضت على المشهد، ولم نكن قادرين على تشغيل الموقع وإيصال الأخبار لقرائنا المنتشرين حول العالم، مما شكل احباطا لنا. لقد خرجنا بدروس مفيدة من التجربة، بعضها طريف، والكثير منها جدي، وضروي في هذه الأحداث المتغيرة بسرعة كبيرة. نلخص لكم أدناه بعض مما أستفدناه من التجربة:
1- الإنترنت – والإتصالات- ليست مضمونة:
كوننا أصلا موقع يقدم خدماته عبر الإنترنت، كان إنقطاع الإنترنت صباح الخامس والعشرين من أكتوبر يمثل توقفا كاملا لخدمات الموقع من داخل السودان. فقط القراء من خارج السودان – ومن لديهم إنترنت فضائي داخل السودان- كان بإمكانهم تصفح الموقع، الذي كان يعرض أخبارا من اليوم السابق. لقد وضح لنا تماما أن الإنترنت الفضائي الذي يعتمد على الأقمار الصناعية، ضروري جدا لمن يقيمون في دول تعاني من عدم الاستقرار السياسي مثل السودان، حيث بإمكان السلطات قطع الإنترنت تماما في أي لحظة، وهو الأمر الذي حدث من قبل في السودان خلال فترة فض اعتصام القيادة العامة. توجد بالفعل بعض الشركات القليلة التي تقدم خدمة الإنترنت الفضائي، إلا أن خدماتها مرتفعة الثمن، وعدم إنتشارها، يعني أن من يستفيد منها مجموعة صغيرة جدا. لقد آن الأوان للمزيد من الإستثمار في مجال خدمة الإنترت عبر الأقمار الصناعية، فحرية الإعلام والمعلومات لا معنى لها إذا كانت خدمة الإنترنت مهددة بالقطع خلال لحظات عند حدوث أمر ما في البلاد. الدرس المستفاد للصحفي من هذه الأحداث: إذا تمكنت من الإشتراك في خدمة إنترنت فضائية، فأفعل.
2- “الراديو” وسيلة إعلام مهمة:
الكثيريون تذكروا أن لديهم أجهزة راديو عند صباح يوم الخامس والعشرين من أكتوبر. تحلّق الناس حول السيارات التي شغلت بعض محطات الـ إف إم وهي تنوه لبيان عسكري سيذاع بعد قليل. هو مشهد تكرر من قبل، حيث تبرز الإذاعة كوسيلة الإعلام الوحيدة تقريبا التي يتاح لها الوصول للناس مباشرة، خصوصا أن الإنقلابات العسكرية يكون المؤذن بها بيان يذاع عبر الراديو والتلفزيون. لكن التلفزيون الرسمي يبقى رهينا بالمنازل، التي غالبا ما يغادرها الناس إلى الطرقات، فيكون الراديو هو وسيلتهم الوحيدة تقريبا للإستماع للبيان، ومعرفة آخر التطورات. الكثيرون لا يعرفون التردد الصحيح للإذاعة الرسمية في أمدرمان، وظلوا يبحثون عنها بين عشرات محطات الراديو التي تبث على موجات الإف إم، والتي كان بعضها يبث برامجه العادية المسجلة، حيث لم يتمكن مشغلوها من الوصول لمكاتبهم مع توقف الحركة صباح الإثنين، بسبب تتريس الطرقات ووضع الحواجز. الدرس المستفاد للصحفي من الأحداث هو: لتكن معك سماعة سلكية وليست سماعة بلوتوث حديثة، لتتمكن من تشغيل تطبيق الراديو الذي يوجد على هاتفك المحمول، احتفظ بمذياع في مكتبك أو منزلك، فقد أثبت الراديو أنه إختراع لا يشيخ.
3- “الموتر” وسيلة تنقل فعّالة:
توقفت الحركة تقريبا في شوارع الخرطوم منذ الصباح، مع وضح الحواجز على الطرقات، وتتريسها وحرق الإطارات فيها. لقد كانت الوسيلة الوحيدة الفعّالة للحركة وسط هذه الشوارع المغلقة هي المواتر: الموتر يمكنه بسهولة الوصول لأي مكان، والمرور بين الحشود، وتجاوز الحواجز والمتاريس. الدرس المستفاد للصحفيين: إذا كان لديكم موتر، فيمكنكم الوصول بسهولة وسرعة أكبر لمواقع الأحداث، حتى في الظروف العادية، حين تعاني شوارع المدينة من تكدس السيارات.