بدل فاقد .. وطن بديل

بدل فاقد
وطن بديل
بقلم – حسام الدين كرنديس
يبدأ الإنسان في رحلة البحث عن بديل بعد ضياع أصل الأشياء في شتى ضروب الحياة، عندما تضيع أوراقه و مستنداته الثبوتية يبدأ باستخراج أوراق بديلة ( بدل فاقد ) و عندما تنهار علاقاته الاجتماعية و يفقد الثقة في من حوله يبحث عن أشخاص جدد لبناء علاقات متينة يصلح من خلالها أخطاء السابقة أيضا عندما يتشقق منزله و يصبح البناء هش يجب عليه مغادرته قبل أن يؤول للسقوط و البحث عن مأوى آخر، هذا ما قام به المواطنين السودانيين بعد أن فشلت و عجزت كل الحكومات المتعاقبة عبر مر الازمان عن توفير ابسط مقومات الحياة و تقديم خدمة واحدة للمواطن دون عناء حتى لو توفرت كل الشروط ، فشلت اقتصاديا و سياسيا و رياضيا و حتى اجتماعيا لم ينعم بسلام شامل غير على الكتب و المقررات الدراسية منذ زمن دولة كوش و علوة و مروي حتى زمن الاستعمار البريطاني الذي كان ارحم من الاستقلال التام و رغم سياسة المناطق المقفولة لكن أسس المستعمر خطط السكك الحديدية و ادخل الإذاعة والتليفزيون و أسس أكبر مشروع زراعي في أفريقيا و الشرق الأوسط كما انشاء أفضل نظام خدمة مدنية التي انهارت بعد مغادرة المستعمر، بعد سنوات طويلة من الحرب الأهلية في جنوب السودان و تقديم شهداء من خيرة الشباب بكل بساطة و جرة قلم تنازلت الحكومة البشيرعن نصف البلاد ذهب الجنوب و خيراته من مساحات شاسعة غابات و شلالات و وديان و انهار و ثروات لا تحصى ولا تعد ناهيك عن البترول لتبدأ البلد رحلة انهيار اقتصادي و تبدأ أيضا مشكلة دارفور التي لم تنتهي حتى الآن رغم السلام الصوري الذي وقعته الحكومة الانتقامية ( الانتقالية ) و تؤسس لانفصال جديد، الناظر ترك و شرق السودان على نفس الخطى في ذات الطريق، ناس الشمال أين من هذه المعارك و النظرات الدونية و الشعور بالاتهاض و التفلتات ، هل ينعم انسان الشمال بخيرات و وفرة في الخدمات الأمور عندهم ( فايف استار) هل لا يستطيع إمتلاك سلاح و تنظيم تمرد ؟ و يعترض على كل القرارات لإثبات وجوده في كوكب السودان .
الان يبحث كل مواطني السودان عن مأوى و وطن بديل بعد ان فقدوا الأمل في إصلاح وطنهم اغلب الأسر باعت امتلاكها و غادرت البلاد عدد كبير يبحث في سفارات وقنصليات الدول العربية و الأجنبية طلبا للهجرة لكن الأكثر ازدحام السفارة السعودية و قنصلية مصر كل شباب السودان يحلمون بعقد عمل للسعودية و الامارات لم تقتصر على حاملي الشهادات العليا مثل السابق حتى أصحاب التعليم المحدود يغادروا البلاد لشغل وظائف بسيطة و محدودة الدخل، مصر اصبحت وجهة حقيقة للسودانيين اولا نسبة لتوفر العلاج و الخدمات الطبية بعد انعدام الدواء في السودان و ضعف الخدمات الصحية و الطبية و انشغال الكوادر الطبية بالسياسة و ( الكلام الفارغ ) و عدم توفر أجهزة حديثة ولا حتى اولية بعيدا عن وزارة الصحة و شللياتها و ضعف كادرها، جميع مستشفيات السودان رديئة و بعضها عبارة عن فنادق سيراميك و رخام و تكييف.
ثانيا بعد تدهور الدولة و عجزها التام عن الإصلاح أصبحت الأسر تفكر بمغادرة البلاد و بيع ممتلكاتها في سبيل البحث عن حياة كريمة
اما الشباب يتجهون على مصر في طريقهم إلى أوروبا بحثا عن ( وطن بديل) بشتى الطرق ( السمبك فكرة.) ولسان حالهم يقول ( بحر الحرية يا غالية نطلو يا نغرق يا نعبروا كلو).