جامعة الخرطوم تحيي ذكرى “حفيظة عبد القادر”
نظم قسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب جامعة الخرطوم، فعالية إحياء ذكرى فقيدة القسم والجامعة الراحلة دكتورة حفيظة عبدالقادر بابكر ، بقاعة دفع الله الترابي بكلية الهندسة، نهار اليوم الأربعاء 18 أغسطس 2021م، شهدتها وزيرة التعليم العالي البروفيسور، انتصار صغيرون الزين، ومديرة الجامعة، البروفيسور فدوى عبدالرحمن علي طه، وعميد كلية الآداب البروفيسور الصادق يحيى، إلى جانب رئيسة قسم اللغة الفرنسية الدكتورة بياتريس سيمونا كوجان، وممثل رئيس مجمع اللغة العربية الدكتور الدرديري أحمد، وعدد من منسوبي جامعة الخرطوم من أساتذة ومديري معاهد ومراكز، ورؤساء أقسام وطلاب وطالبات الكلية.
استهلت الفعالية، بكلمة ترحيبية، وترحُم على روح الفقيدة، قدمتها الدكتورة بياتريس كوجان، التي وصفت الفقيدة بأنها كانت مسامحة، قنوعة وكريمة، وكانت بمثابة المعلمة والأم والأخت والصديقة، وأنها أدت رسالة العلم والتربية على أكمل وجه تاركة ورائها ذكرى متميزة وحافلة بالأنجازات.
وفي كلمتها عن الفقيدة، عددت البروفيسور فدوى عبدالرحمن علي طه، مآثر الفقيدة، ووصفتها بأنها انسانة استثنائية، مشيرةً إلى اسهاماتها في تطوير قسم اللغة الفرنسية الذي تخرج فيه أجيال من الطلاب والطالبات على يديها. وقالت البروفيسور فدوى، إن الفقيدة أحبت مهنتها بصدق ونالت رضى وحب زملائها وزميلاتها وطلابها وطالباتها، ووصفتها بانها كانت شعلة من الحيوية والنشاط، وبأنها “نوّارة كلية الآداب بلا منازع”.
وأشارت بروفيسور فدوى، إلى أن معرفتها بالفقيدة ترجع إلى ستينيات القرن الماضي، بمدرسة رفاعة الثانوية بنات، وإن القدر جمعهما مرة أخرى في رحاب جامعة الخرطوم وكلية الآداب.
عقب ذلك، تحدثت البروفيسور انتصار صغيرون، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي، عن الفقيدة وعلاقتهما، مشيرة إلى أنها التقت بالراحلة في السبعينيات من القرن الماضي، بمدرسة الخرطوم الثانوية وتلقت منها العلم والمعرفة، مضيفة ان اللقاءات بينهما توالت لاحقاً في كثير من الإجتماعات والمنابر الثقافية.
من جهته، قال الدكتور الدرديري أحمد، إن الفقيدة تحلت بالأخلاق الكريمة والشيم الحميدة حتى أصبحت موضع إحترام للجميع، ووصفها بأنها كانت دؤوبة في عملها وعرفت برقة التعامل، وروح التعاون، وقد افنت شبابها في ميادين التعليم، وأدت رسالتها على أكمل وجه.
وتحدث نيابةً عن أسرة الفقيدة، ابنها الأستاذ محمد مأمون، مقدماً شكره لأسرة جامعة الخرطوم وإدارتها وقسم اللغة الفرنسية.
يذكر ان الراحلة الدكتورة حفيظة قد تدرجت في مشوار التعليم العام حتى أصبحت موجهة في تعليم اللغة الفرنسية، وشاركت في العديد من المؤتمرات العالمية.
التحقت الفقيدة بقسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب جامعة الخرطوم، مطلع تسعينيات القرن الماضي، وتقلدت عدداً من المناصب الإدارية بالجامعة، وكانت عضواً فاعلاً في جمعيات أساتذة اللغة الفرنسية المحلية والإقليمية والعالمية.
وللفقيدة اسهامات كثيرة في خدمة المجتمع مثل مشاريع اليونسكو لجمع وتوثيق ألعاب الصبية في السودان، ومشروع تسخير الصناعات الثقافية لمحاربة الفقر وتحقيق التنمية المستدامة وغيرها.
عرفت الدكتورة حفيظة بإعتزازها بهويتها السودانية وإهتمامها بلغتها العربية الأم حيث كانت عضواً فاعلاً بمجمع اللغة العربية، ولها اهتمام كبير بالترجمة والنقل، فنقلت كثيراً من التقارير والوثائق التاريخية والمحاضرات العلمية والكتب الثقافية، وراجعت ودققت العديد من الأعمال الأدبية السودانية المترجمة إلى الفرنسية.
وسبق أن كرمتها الحكومة الفرنسية وقلدتها وسام (النخلات الأكاديمي) بدرجة فارس في عام 2004م.