بعد 20عاماً.. ماذا جنت الولايات المتحدة الأمريكية من غزو أفغانستان؟

  • مقال بقلم: هبة زمراوى
    خطفت طائرات مدنية من قبل مسلحين تمكنوا من تغيير مسار هذه الطائرات وتفجير برجي التجارة العالمية ووزارة الدفاع الأمريكية التي تعرف باسم البنتاغون، وكان ذلك في العام 2001م والتي عرفت باسم هجمات سبتمبر وقد تبنى هذه التفجيرات تنظيم القاعدة.

على إثر هذا الحدث الذي ضرب الولايات المتحدة في عقر دارها، شنت أمريكا حربها على الإرهاب بالتدخل عسكرياً في أفغانستان بعد رفضت الأخيرة طرد تنظيم القاعدة من أرضيها وتسليم زعيمها أسامة بن لادن للحكومة الأمريكية، أمريكا ورغم عظمتها وجبروتها يبدو أنها لا تقرأ تاريخها ولا تفيدها تجارب الماضي، فقد سبق أن دخلت الولايات المتحدة الأمريكية في حرب في فيتنام (1955-1975) م زاعمة أنها تحارب الشيوعية وقد استمرت تلك الحرب 20عاماً أيضاً وبعد خسائر واستنزاف تعرضت له أمريكا انسحبت من فيتنام تاركة ورائها حكومة اشتراكية.

واليوم أيضاً بعد 20 عاما أخرى قضتها القوات الأمريكية في أفغانستان في حرب انتقامية، استطاعت طالبان إعادة السيطرة على كامل أفغانستان عقب انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية، 20عاما من الحرب وقتل وتشريد المدنيين وصوت الانفجارات وزعزعة الأمن وتدمير الاقتصاد والجيش الأفغاني، تنسحب أمريكا مبررة البقاء في أفغانستان بأنه خسارة لها، والأغرب أنها تقول إنها قد حققت هدفها، فإذا كان الهدف هو قتل أسامة بن لادن زعيم القاعدة، فقد كان يجب أن تنسحب منذ العام2011م، أما إذا كانت أمريكا تريد أن تضمن عبر مفاوضاتها مع طالبان لإحلال السلام والتي جرت في الدوحة أنها لن تتعرض لهجوم إرهابي من الأراضي الأفغانية، فكان من الأَولى أن تتفاوض مع الحركة وتتبع الطرق الدبلوماسية.

ربما كانت أمريكا في موضع القوي أمام طالبان قبل 20عاما، خاصة وأن الاتفاقية تظهر تراجع أمريكا أمام طالبان، كما أن الفراغ الذي تركته أمريكا صنع مناخا مشجعا لتنامي الحركات “الإرهابية” على الأراضي الأفغانية بل قد تكون هذه الخطوة مشجعة لهذه الحركات في العالم لتواصل القتال، خاصة وأن مفاوضات أمريكا مع طالبان وما تضمنته الاتفاقية من إزالة العقوبات على أفراد حركة طالبان وإطلاق سراح السجناء بداية اعتراف بشرعية الحركة التي شنت حرب ضدها قبل 20 عاما، أو ربما كانت هناك أسباب خفية للولايات المتحدة الأمريكية من غزو أفغانستان وقد حققتها في الخفاء أيضاً.

ومن الملاحظ أن هناك بداية ترويج لإعادة تقديم طالبان بشكل يقبله الرأي العام تشارك فيه الحركة ذات نفسها، حتى يكون تبرير الاعتراف بها في مقبل الأيام من قبل قوة ظلت تشن عليها حروبا عسكرية واقتصادية وإعلامية لمدة 20 عاما تبريرا مقبولاً، ويتمثل ذلك في حديث الحركة عن السماح للمرأة بالتعليم والعمل مع اشتراط الحجاب في وقت تتركز أنظار العالم فيه على بيان الحركة في ما تنوي فعله واستلام السلطة أو طريقة إدارة البلاد. وينطبق على أمريكا المثل العربي القائل: (كأنك يا أبو زيد ما غزيت).