بعد زيارته إلى إحدى الدول.. قيس سعيد يقلد دكتاتورها | مقال

بعد زيارته إلى إحدى الدول.. قيس سعيد يقلد دكتاتورها

مقال بقلم:  هبة زمراوي
قيس سعيد الذى جاء الي رئاسة جمهورية تونس عبر انتخابات في العام2019م، كان له خلافات كبيرة مع حركة النهضة التونسية التي تستحوذ علي النصيب الاكبر من البرلمان التونسي بقيادة زعيمها راشد الغنوشي، وكذلك لسعيد خلافات مع رئيس الحكومة الذي عينه، هشام المشيشي علي خلفية تكوين الحكومة من وزراء تحوم حولهم شبهات فساد على الرغم من موافقة البرلمان علي الحكومة، ولم يقف سعيد على هذة الخلافات فقد أعلن نفسه قائد عام للجيش والشرطة الداخلية تمهيدا للحكم المنفرد على تونس بالسيطرة على اهم المؤسسات، وبعدها اعلن اقالته لرئيس الحكومة وتجميد البرلمان مستندا للفصل 80 من دستور تونس، وانفجر الشارع التونسي بين مؤيد ومعارض للتحولات السياسية الجديدة في تونس، بالرغم من التفشي الكبير لفايروس كوفيد19 الا ان الشارع التونسي يعج بالمتظاهرين، ازمة كورونا التي كانت السبب الاول في الخلاف بين سعيد والمشيشي، فقد فرض الاخير حظر تجوال جزئي للحد من انتشار فايروس كورونا عارضه سعيد ليظهر انه واقف الي جانب الفئات الاجتماعية الفقيرة، على الرغم من ذالك ألقى سعيد باللوم علي المشيشي في عدم الحد من انتشار فايروس كورونا الذي بدوره اقالة وزير الصحة في حكومته لتهدأت الشارع، ومن الواضح أن رئيس الجمهورية قد استند للدستور لإقصاء الاخوان من المشهد السياسي في تونس كما فعلت الكثير من الدول عبر الانقلاب او التحايل علي القانون، خاصة وان جماعة الاخوان في مختلف الدول تستند علي الاسلام السياسي للوصول الي السلطة غير انها تحيط بها كثير من اللغط والتهم بالتشدد والارهاب واصبحت منبوذة من المجتمع الدولي، إلا أن التخلص منها بطرق غير قانونية في بعض الدول يعد إنقلاب علي الديمقراطية، كما أن اجتماع الرئيس قيس سعيد مع قادة الاجهزة العسكرية والأمنية بدلا من الاجتماع مع رئيس الحكومة ومجلس الشعب كما ينص الدستور حسب المادة 80 التي استند عليها في اتخاذ هذة الإجراءات الإستثنائية، ومن ثم اغلاق الأمن التونسي لشارع بورقيبة الذي يمثل رمز للحرية والثورة منذ العام 2011م، واغلاق مقار الحكومة والبرلمان، ربما يوحي هذا كله بانقلاب سياسي مدعوم من الاجهزة العسكرية،وفي خلاصة الأمر ان خلاف سعيد مع حركة النهضة أدى لدخول تونس في ازمة سياسية قد لا يحمد عقباها.