القاهرة وتوازنات الخرطوم ..ما الذي تغيير ؟!
بقلم: النذير السر
– الخطة الاماراتية مبنية علي إقامة تحالف بين حزب الامة والدعم السريع ولعل هذا مايفسر مرافقة وزير المالية ابراهيم البدوي المنتمي لحزب الامة القومي لحميدتي في الدعوة المصرية، كما يضم التحالف وفق الخطة الاماراتية بعض الحركات المسلحة باستثناء حركة العدل والمساواة، وكانت أبوظبي قد استضافت قادة بعض الحركات فور سقوط النظام وقدمت رؤية متكاملة لمرحلة الانتقال.اهم نقاطها إعادة هيلكة القوات المسلحة،(اسم الدلع)(لحل)القوات المسلحة،وابدالها بقوات الدعم السريع وقوات الحركات المسلحة المنتظر ادماجها في الجيش الجديد،مصر كانت قد وقفت بقوة ضد هذا الاتجاه، واستطاعت إقناع السعودية برؤيتها المبنية علي المخاطر المترتبة علي حل الجيش السوداني،بالنظر لتجربة المليشيات في العراق عقب حل الجيش العراقي، ،وفشل المليشيات في حفظ استقرار ليبيا بعد سقوط القذافي،وقد تواترت أنباء عن ان مصر أبلغت حميدتي بشكل مباشر رفضها لهذا الاتجاه،وربما يفسر هذا الموقف المصري، الموقف المتشدد الذي اتخذه حميدتي تجاه مدير المخابرات الاسبق صلاح قوش،عندما وجه له اتهاما مباشرا ، بالوقوف خلف أحداث هيئة العمليات،براي كثيرين فإن حميدتي كان يهدف لاحراج مصر التي تستضيف صلاح قوش،بل يراي مراقبون ان طلب النيابة العامة من القاهرة تسليم قوش لاينفصل عن الموقف السابق،ولكن ما الجديد الذي جعل مصر تقدم الدعوة لحميدتي لزيارتها مرتين في اقل من أسبوع واحد!؟هل تراجعت مصر عن موقفها الأول الرافض لحل الجيش السوداني، وما الأسباب التي دفعتها لذلك،هل مارست الامارات ضغوطا على القاهرة،ام ان موقف حكومة حمدوك تجاه قضية سد النهضة جعل مصر تستنجد بالأوراق الإماراتية داخل الحكومة السودانية،ولكن هنالك أمر أخر أشد تأثيرا في نظرية الصراع والثبات الإستراتيجي حدث قبل شهر،براي هو ما احدث التحول في الموقف المصري تجاه حميدتي،وهو اللقاء المفاجئ ليست للداخل السوداني ولكن حتي للاوساط الاقليمية والدولية وهو اللقاء الذي عقده الفريق عبدالفتاح البرهان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو،والبرهان بهذه الخطوة سد كافة منافذ التآمر الاقليمي ضده،وحرق مراحل كثيرة في محفوظات العلاقة المصرية السودانية وبعثر المساحة التي كانت تلعب عليها المخابرات المصرية وهي المسافة الفاصلة بين الخرطوم وتل ابيب،المسافة الأمنية والاقتصادية والسياسية،فهل تريد مصر بهذه الخطوة ، اي دعوة حميدتي لزيارتها إعادة محاولة الإمساك بتناقض داخلي مفصلي،تهدد به البرهان وتجبره بذلك للعودة لمحطة القاهرة بعد ان تجاوزها لاسرائيل.