من كل الألوان

بقلم : حسام الدين كرنديس

* منذ زمن بعيد وأجيال متعاقبة لم نشاهد منتخبنا الوطني بهذه الصورة البهية والشكل الجميل الذي ظهر به في مباراته مع منتخب ليبيا التي أقيمت بملعب حمد بالعاصمة القطرية الدوحة، ولم نشاهد تنظيما وتنسيقا بالصفوف وانضباطا تكتيكيا وحضورا ذهنيا كهذا. وحتى على مستوى اللياقة البدنية لم نشاهد تراجعها كما توقعنا وتعودنا في فرقنا القومية وأندية القمة على مختلف أجيالها والأسماء الرنانة ( فيصل العجب وهيثم مصطفى هيثم الرشيد وهيثم مطبل وعبد الحميد السعودي وأمير دامر وجيل كندورة ووالي الدين). إن هذا دليل على احترافية  وخبرة الجهاز الفني وتعاون الأجهزة الفنية والإدارية والقائمين على أمر المنتخب الوطني، وأتمنى مواصلة هذا العمل حتى يصل منتخبنا إلى أبعد المراحل.

* في محاكمة انقلاب ألف وتسعمئة وتسعة وثمانين شهدت قاعة المحكمة هرجا وفوضى من قبل ممثلي هيئة الدفاع على المتحري وطريقة تلاوته لأقوال المتهمين وصفاتهم وعدم ترحمه على الموتى منهم، وهذا من حقه، كعادتهم الإسلاميون عندما يحسون الخطر يلجؤون للفوضى وزرع البلبلة وتعودنا على هذا التكتيك من جميع فئاتهم من طلاب واتحادات  شباب والمرأة واللجان الشعبية منها والوطنية التي لا تحصى ولا تعد.

أما الصورة الأسوأ فتسيطر عليها الشاشة القومية بجدارة منذ إنشاء الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون إلى يومنا هذا، لم تنقل لنا حدثا دون ربكة وقطوعات مختلفة في الصورة والصوت. ورغم تعاقب الخبراء والمختصين بالمجال وسيطرة الأحزاب الكبيرة عليه، فلم يجدِ إعلام الحكومات المختلفة سواء في زمن الإسلاميين والطيب مصطفى،  أو اليساريين والقحاتة وإدارة لقمان،  فقد شاهدنا جلسة المحاكمة بتعثر لانقطاع الصوت ورعونة الصورة التي غالبا ما  تركز لتبين جزءا من ملابس الحضور، وأحيانا سقف القاعة ورؤوس الحضور،  وهذا دليل على شرود المصورين وعدم اهتمام المخرج وقلة الأدوات المستخدمة في نقل الحدث.

* بثت شاشة قناة الهلال في برنامجها الصباحي حلقة مميزة بعنوان انقطاع التيار الكهربائي و أثره على طلاب الشهادة السودانية،  قدمتها المذيعة التلقائية سارة وديدي دون تكلف و دون “تمايل الحروف”، وأثبتت مهنيتها في التعامل مع المتصلين دون خوف من المسؤولين الذين لم ينجوا من لسانها.

أسوأ ما في الحلقة عندما قرر معد الحلقة إراحة المشاهدين بأغنية (يا طير) للفنان إبراهيم الكاشف، و اجحف بحقهم عندما اختار من المكتبة الخاصة بالقناة وهي بصوت “الفنانة الرايحة صاحبة الصوت الرايح” افراح عصام التي اتلفت المزاج الصباحي بترديدها و ضياع اللحن و اللعب بكلمات الاغنية التي رددها عصام محمد نور و قدمها من قبلها بصورة تليق باسم الفنان العملاق إبراهيم الكاشف  .