نضال الحاج.. لا بد من الطب وإن طال (الزمن)

نضال الحاج. . لا بد من الطب وإن طال (الزمن)

رصد: إبراهيم ساعد

نشرت الإعلامية والشاعرة نضال حسن الحاج صورة على صفحتها الرسمية بالفيسبوك وهي تهم بدخول إحدي المستشفيات بالعاصمة الخرطوم حيث كتبت مع الصورة (لأنكم أهلي ..قررت اشارككم شعوري …
الليلة اول يوم مستشفى بالنسبة لي .. اول يوم اقعد قدام عيان/ة وانا شايله قلم ودفتر صغير .. اول يوم ادخل عيادة وانا الحمد لله ما مريضة ولا مرافقة .. قد يكون شعور عادي بالنسبة لي اي زول .. او لي اي طالب طب .. لكن نظراً للظروف المحيطة بي أنا .. ومطاردتي للطب كرغبة ملحة .. كان الموضوع يستحق كمية الدموع النزلت مني اول ما دخلت على أولادي)

الصورة حققت عشرات الالاف من التعليقات والمشاركات مصحوبة بالدعوات الطيبات لصاحبتها..

ولكن يظل شغف رواد مواقع التواصل الاجتماعي دوماً هو كيف ولماذا ومتى وصلت نضال للسنة الرابعة بكلية الطب في هدوء تام حتى فاجئت الجميع بالصورة ؟

تقول نضال: البداية كانت في سن العاشرة
الجميع داخل بيت الأسرة يناديني دكتورة نضال مثل كل البيوتات السودانية التي ترسم الاحلام والأمنيات مبكراً لأبنائها ..

عندما جلست لإمتحان الشهادة الثانوية كان بداهمني المرض كتير اثناء الامتحانات ورغم ذلك نجحت ،والدي قال تقدمي بس بأي نسبة
وفعلاً قريت احياء وقريت دبلوم مختبرات كيمياء .. ودخلت إعلام وعلاقات عامة وبرضو مالقيت روحي
لغاية ما جات ٢٠١٦م وقررت امتحن تاني شهادة سودانية من أجل الحلم القديم ..
والدافع الكبير بالنسبة لي كان مرض إبني (كريم)

جيت السودان ومشيت الكلية لإحتفال استقبال الطلاب الجدد وسألت عن الاجراءات والقبول ولقيت اني مستوفية كل الشروط

لكن برضو قلت استخير .. بعد اسبوعين اتصلت تلفون قلت استفسر من التسجيل ..
قالوا لي التسجيل قفل لكن حصل تمديد تاني
قلت بس دي (بشارة خير) وطوالي مشيت اكملت اجراءات التسجيل ونزلت دراسة ..

من ابرز الصعوبات الواجهتني في البداية انو كل الدراسة باللغة الإنجليزية وثانيا القاعة في الطابق الخامس ومافي اسانسير والسلم مرهق جدا (قربت اخليها بي سببه) ..

الحاجة التانية انو فارق السن كان ١٠ سنوات بيني وبين الدفعة..
الصعوبات دي زادت دوافعي اكتر وخلتني اصمم على المواصلة ..

اما الموقف الأصعب فهو مرض وتنويم (كريم) في المستشفى اثناء امتحانات السمستر الأول
أيام كانت عصيبة وموجعة
أنا واخواتي كنا معاه ابيت في المستشفى واساهر للقراية والصباح بمشي امتحن وارجع المستشفى.

برضو من المواقف والتحديات كنت ممتحنة مادة دراسات سودانية وكنت حافظة المقرر (صم) اول مادخلت رحت وتهت عديل لدرجة جاوبت على سؤال ما موجود اصلا في مكان سؤال تاني انا حافظة اجابته .. أيام عصيبة ورهيبة عشتها وكنت كلما اضعف بتذكر اني قريت عشانو وعشان اخوه .

والحمد لله كل سنة بتزيد التحديات والمواقف وبفضل الله تعالى ثم دعوات اهلي والناس القراب كنت بتجاوزها
وبرضو بستمد طاقتي من (كريم) الله يحفظه ويقدرني اخدم في مجال (اطفال الشلل الدماغي).

التوفيق بين البيت والدراسة توفيق من ربنا وبرضو احساس الناس القراب ودعمهم بديني وقود

لما ظهرت اول نتيجة كنت ببكي شديد
اتصلت علي شقيقي محمد وقال لي تبكي لي شنو انتي ظروفك ومواقفك مابتخليك تبكي يعني شنو سقطتي
تاني تقومي وتمتحني
قلت ليهو من وسط الدموع انا ما سقطت
نجحت بفضل الله واحرزت 3.21 وترتيبي رقم 8 في الدفعة
صاح بي فرح وقال لي دي نضال القوية البنعرفها
قاتلي من اجل حلمك.

رسائل اخيرة:
لا العمر ولا مرور السنوات ولا المسؤوليات الأسرية ممكن تشكل عائق عن تحقيق الهدف
طول ماعندك هدف ورغبة وحلم وإرادة ومؤمن بأنو ربنا قادر
أكيد قدرة ربنا سبحانه وتعالى بتتجلى في انو الشخص يحقق حلمه.

رسالة لكل زول مؤجل احلامه أياً كانت الأحلام دي
وكل يوم بقول الليلة وبكرة
اطلق احلامك من القفص واديها الحرية تتحقق و اسندها بالسعي والعزيمة ..