برامج رمضان .. الإعلان سيد الموقف

بقلم:  ابراهيم ساعد

برامج الغناء والطرب والترفيه والمسابقات هي صاحبة النصيب الأكبر في البرمجة الرمضانية للقنوات السودانية التي عرفت من أين تؤكل كتف أو ربما عين وعقل المشاهد ، فهذه البرامج تتحول متابعتها من متعة إلى عذاب، بسبب الفواصل الإعلانية التي لا تنتهي. وبعد أن كانت هذه الفواصل لا تتعدَّ الثواني ولمرة واحدة فقط خلال الحلقة الواحدة؛ أصبح الفاصل الإعلاني الواحد يصل إلى أكثر من 5 دقائق، ولأربع مرات خلال الحلقة الواحدة. فإذا كان معدل زمن الحلقة الواحدة يصل إلى 40 دقيقة، فإن الفواصل الإعلانية تصل إلى 20 دقيقة، وهي معدلات غير مسبوقة على أي من المستويات، فالمشاهد يقضي نصف وقت المشاهدة الحقيقية في متابعة هذه الإعلانات الطويلة جدا.
كما أن الإعلانات التلفزيونية تغيرت وجهتها في السنوات الأخيرة، فأصبح المعلن يتجه للبرنامج ذاته وليس للقناة كما كان يحدث سابقاً وهذه المعادلة هي التي أصبح يعتمد عليها المعلن في اختياره للبرنامج الذي يريد أن تصل عبره رسالته الإعلانية. . وأحيانا تجد الإعلان يبدأ من أثاثات الاستديو وربما أزياء المقدمين والمكياج وخلافه. .
لا ننكر أن هناك برامج هادفة ومرغوبة خاصة ذات البعد الإنساني والاجتماعي والروحي. .
وفي نفس الوقت تجد برامج أخرى تكاد تكون فارغة المحتوى مثل فقاعات الصابون ولكنها باقية بأمر الشركات والمؤسسات الراعية وحجة أهل القنوات في ذلك أن تكلفة الإنتاج عالية جداً لذلك تبقى الإعلانات هي سيدة الموقف في رمضان حتى وإن كانت بعض (البرامج) لا علاقة لها بالشهر الفضيل.