“بدر” سامي عُلاه .. رحلة وطنية مع صاحبة “القبعة الحمراء”

عزمي عبد الرازق

– يُظهِر فيديو تم تصويره على طريقة السيلفي المضيفة الشهيرة “هديل معاوية” وهى ترد شائعة فصلها عن العمل نسبة لكشفها شحنة الذهب المُهرب، عبر ذات الطائرة التي تنطلق فيها رحلة من مطار بورتسودان إلى دبي، لتُبين أن هديل لا تزال تحتكر الأضواء، ولا تزال “بدر” كدأبها تتسيد الأجواء.

ظهور المضيفة وهى تتهدل كالحمائم في ثوب أنيق وقبعة حمراء نسف شائعة فصلها والتحقيق معها عن ضبطية الذهب الأخيرة من قبل الجمارك، بعد أن تم تكريمها، وكان من المفترض أن تحصل على نسبة  “10%” من حصة التهريب وفقاً للقرار الحكومي السابق، بمنح نسبة في الضبطيات المُهربة، لأن وجود فتاة يقظة، تحرس الأجواء السودانية، وتفتح عينها على كثير مما خفي عن الكاميرات وأجهزة الفحص والتفتيش، يعظم عبقرية الاختيار قبل كل شيء، وأهمية وجود شركة طيران وطنية، تملأ فراغ “سودانير” حتى لا تكون البلاد نهباً للخَطَاطِيف والضمائر الخرِبة الفاسدة.

كما ان اجهاض عملية تهريب (18) كيلو ذهب إلى الخارج، من قبل مضيفة، تعمل في شركة حاصلة علي شهادة المشغل الجوي (AOC)، وتسمح سلطات مطار دبي الدولي لطائراتها بالهبوط، وتحوز أيضاً على أسطول طائرات مقدر، حد أنها أحياناً تشارك في مجال مشاريع الإغاثة الجوية والمساعدات الإنسانية التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي ومنظمة أطباء بلا حدود، وكذلك في مجال مشاريع تطوير النفط الوطنية، يبعث كل ذلك أهمية حضورها في المجال السوداني، لتتزود من الوقود وأصحاب الجوازت السمراء، إذ أنها لا تساعد في هدر النقد الأجنبي، كما تفعل بقية الشركات، وهى محمدة جديرة بالتشجيع، وتنبه أيضاً إلى ثغرات وحيل التهريب، وأن الجميع مسؤول عن حماية موارد البلاد.

كانت حادثة تهريب الذهب سينمائية، ولا يمكن أن تخطٌر على عقل مُضيفة بلا حس أمني، أو تظن أن مهمتها تنتهي بوضع الطعام وأباريق القهوة أمام الركاب، وتوزيع الابتسامات، دون تلك المسؤولية الوطنية، التي غابت مؤخراً، حتى أصبح مطار الخرطوم، بوابة لتهريب أخطر الثروات السودانية، لصالح عصابات عابرة للحدود، رتعت كثيراً في ذلك المورد السيادي، الذي لم تنتفع منه البلاد، بالرغم من الحاجة لأي دولار، أو تغطية لطباعة النقود، بين يدي أزمة السيولة، والانهيار الاقتصادي.