مخاطر الصورة.. والمصور

بقلم : مبارك حتة
بعض المهن يدخلك في دائرة الصعاب والمخاطر المباشرة من أجل أداء رسالتك على أجمل وجه بدقة واحترافية ليخرج لنا منتوج كامل الدسم.
المهارة والدقة في إنتاج العمل أحينا تكون بالغة الصعوبة وربما تدخلك في مهالك قد تصل إلى حتفك.
صعود الجبال والمخاطر المحيقة بها هي من المغامرات التي يخوض غمارها المصور، متوكلا على الله، من أجل أن تصلنا لقطة بصرية ونحن على كفوف الراحة دون أن نفكر في عناء ملتقطها.
من مقومات المصور الحصيف التوقع بمعنى أن يكون لماحا زكيا في أخذ الزاوية المعينة واللحظة الحاسمة لتكون فعلا يمشي بيننا بالمعلومة.
ومن أجل ذلك يركب المخاطر كما أسلفنا، وقد تؤدي بك الظروف إلى أن تواجه صعوبات في الحياة البرية مثلاً، وأنت تهم بأخذ لقطة، ومن أجل الاستعداد لذلك لابد من أن تأخذ في اعتبارك متى وأين وكيف، هذه قواعد تصوير مهمة يجب أن تستصحبها معك.
هذه مخاطرة لا محال وصراع ما بين عدسة تحتاج مهارة استخدام في مواجهة مفترس وأنت ما بين هذا وذاك تأخذك فكرة اللقطة في ذات الوقت تنفصل روحك عن جسدك لأخذها وهنا مكمن الخطر.
الأمثلة لمخاطر ما يعتري المصورين من صعوبات كثيرة، وكثيرون لاقوا حتفهم من أجل حب المهنة وأداء الرسالة وكثيراً ما تقول تقارير الأمم المتحدة بأن أكثر أصحاب المهن الذين يلاقون حتفهم هم المصورون، فصاحب العدسة في كثير من الأحايين يمثل هدفا لمجهول ولاسيما مصورو الأحداث والحروب الذين تكون صورهم شهادة إثبات لا تتجمل من أجل عكس الحقائق مجردة عبر الرؤية البصرية الدقيقة.
وأخيراً فإن مدرب صحافة الموبايل والمخرج التلفزيوني بالفضائية السودانية الأستاذ دودي جمعة أجبر من الشباب الذين لهم بصمة واضحة في هذا المجال وكثير ما تعرض لمواقف صعبة من أجل أن يزرع غرسا طيبا في رسالة سامية، وقد تكون هذه المواجهة مع ثعبان ماكر يبحث عن فرصة ليغرس أنيابه بالسم الزعاف.