في السودان: قصة المؤسس الغامض لأول منظمة طوعية لدعم التطبيع مع إسرائيل

تم في السودان تسجيل أول منظمة عمل طوعي مرتبطة باتفاق التطبيع الأخير بين السودان وإسرائيل. وأصدر المسجل العام للمنظمات بمفوضية العون الإنساني التابعة لوزارة الرعاية الاجتماعية في السودان إسلام تاج السر شهادة تسجيل لــ “منظمة إسرودان للتنمية وإعادة الإعمار”.  وحملت شهادة تسجيل المنظمة الرقم 566.
وتعمل المنظمة تحت مظلة منظمة أخرى اسمها “منظمة سفراء السلام الإبراهيمي “وذلك وفقاً لمؤسس المنظمة “ديفيد جلال” الذي يعرّف نفسه بأنه ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ مؤسس لمنظمة سفراء السلام الإبراهيمي ومنسق للتطبيع مع إسرائيل.
وبحسب شهادة مسجل المنظمات فإن منظمة “اسرودان” قد تم تسجيلها كمنظمة “وطنية “في السودان.
وتقدمت منظمة سفراء السلام الإبراهيمي بطلب للتسجيل في المغرب، وهي دولة أخرى طبعت علاقاتها مع إسرائيل مؤخراً.

 

شهادة تسجيل منظمة اسرودان

 

ويلف الغموض شخصية ديفيد جلال مؤسس المنظمة، حيث لا يقدم حسابه الرسمي على موقع تويتر معلومات حول شخصيته، وحتى الحسابات المرتبطة به على موقعي فيسبوك ولينكيدان واللتين قام بإرفاقهما في ملفه الشخصي تم حذفهما من الموقعين لاحقاً.
وارتبطت شخصية ديفيد جلال بقضية مسلمي الروهينغا في بورما، واشتهر بمداخلة على صفحة وزارة الداخلية السودانية يستفسر فيها عن مصير حاملي الجنسية من الروهينغا الذين تم نزع الجنسية منهم بقرارات سودانية مؤخراً، مشيرا في مداخلته إلى أنه أحد مسلمي الروهينغا، وأنه تقدم إلى وزارة الداخلية السودانية بطلب جواز سفر سوداني قبل صدور القرار، مما جذب الانتباه لمداخلته، وتناقلت بعض وكالات الأنباء هذه المداخلة، دون تأكيد من الداخلية السودانية حول حقيقة سحب الجنسية من منتمين للروهينغا في السودان.

 

ديفيد جلال في لقاء تلفزيوني عبر تطبيق زووم

وفي وقت سابق من العام 2019 أسس ديفيد جلال حزب “ميانمار روهينغيا ليك” ويقول في تعريفه أنه عبارة عن منظمة إنسانية “لها أنشطة تجارية خاصة بها لضمان استمرارية الدعم الإعلامي لكافة اللاجئين ونصرة المظلومين حول العالم وليس فقط للروهنغيا”.  ويضيف قائلا: “تم إنشاء هذا الحزب لتوعية اللاجئين الروهنغيا خاصة والمسلمين عامة للتعايش بحب وسلام مع أتباع كل المذاهب والأديان من يهود ومسيحيين وبوذيين وعلمانيين ولا دينيين وملحدين ونبذ العنف والكراهية ضد غير المسلمين كي يصبحوا مسالمين مع الجميع بدءا بالسلام مع دولة إسرائيل”.

شعار حزب ميانمار روهينغيا ليك الذي أسسه ديفيد جلال

 

اهتمام ديفيد جلال انتقل في مرحلة لاحقة إلى المملكة العربية السعودية التي وجه لها انتقادات حادة بسبب قضية “الجالية البرماوية” وهي الجالية المنحدرة من دولة بورما، وتتركز أقامتها منذ مدة طويلة في منطقة مكة المكرمة بالسعودية.
انتقادات ديفيد جلال للسعودية دفعت كتاباً سعوديين للبحث والتدقيق حول شخصيته، وأشار بعضهم إلى أن ديفيد جلال من أصول بنغالية وغير ديانته إلى اليهودية، وغير اسمه إلى ديفيد تبعاً لذلك.
واللافت للنظر في شخصية ديفيد جلال مؤسس منظمة إسرودان في الخرطوم أنه لا يرتبط ببلد معين، فتارة تشير حساباته في الميديا إلى إقامته بأمريكا،  وتارة الى باكستان، وتارة أخرى إلى المغرب، التي تقدم فيها بطلب لتسجيل منظمة سفراء السلام الإبراهيمي، كمنظمة دولية هناك.
ورغم إعلان التطبيع بين السودان وإسرائيل إلا أن السلطات السودانية لم تقم حتى الآن بإلغاء قانون مقاطعة إسرائيل مما يوقع المتعاملين مع إسرائيل من داخل السودان – من ناحية رسمية – تحت طائلة القانون. وقالت تقارير إن وزارة العدل السودانية تعكف على إلغاء هذا القانون رسمياً.