مقال: قطر ودبلوماسية الكرامة
بقلم: النذير السر
العلاقة بين قطر والسودان طوال الثلاثين عاماً الماضية كانت علاقة فوق عادية، وأهم عامل لهذا التميز فيها كان للبشير شخصيا الدور الاكبر فيها، هذا عطفا على التوافق الايدو لوجي بين الحكومتين وقتذاك، غير أن الشيخ حمد بن خليفة والذي استلم السلطة عبر انقلاب عسكري على والده، والذي كان في زيارة خارجية عند الانقلاب ، أفاد بأن معزته ودعمه للسودان يعود لموقف لاينسى قدمه الرئيس البشير، فبينما انكب غالب الرؤوساء والملوك في مباركة صعوده للحكم، قال ان البشير فأجاه في أول لقاء عقب تسلمه الإمارة، بالسؤال عن أحوال والده! بل لم يكتفى بمجرد السؤال ولكنه طلب منه ضرورة إعادة والده الي قطر وطلب العفو منه، وهذا ماشرع في انفاذه الشيخ حمد بن خليفة مباشرة عقب هذه النصيحة ولهذا كان يشعر بامتنان كبير للبشير والشعب السوداني، غير انه صدم عندما انفرد بعض اعوان البشير وذهبوا به بعيدا في العلاقة مع الرياض والتي كادت ان تنتهي بقيادة عملية غزو عسكري للدوحة! ومع تأكيد كثير من المصادر الاستخباراتية(التركية) فإن الأمر تم من خلف البشير وهو الأمر الذي ادي الي إقالة اهم مساعدي البشير لاحقا، الا ان الامر شكل صدمة كبري للقيادة القطرية وهو الأمر الذي قصد الشيخ حمد بن خليفة ايصاله بصورة واضحة، فقد جاء معزيا، في المشير عبدالرحمن سوار الذهب، وشدد على عدم إعطاء الزيارة اي طابع رسمي، ورغم تقدمه في العمر والاعياء الملم به، فقد أصر على أن تكون وجهته من المطار إلى منزل الفقيد سوار الذهب، والعودة للمطار مباشرة، قطر أيضا عبر تحفظها على قبول زيارة وزير الخارجية قمر الدين واشتراطها على أن تكون بمستوى رئيس المجلس السيادي او نائبه أرادت ان توصل بوضوح رسائل لمن تآمر ضدها ومنع وزير خارجيتها من الهبوط بمطار الخرطوم قبل نحو عام من الآن، بالرغم من الموافقة المسبقة لزيارته، كما تعمدت ان تقول ان كل من يتحرج في إقامة علاقة معها بشكل علني وعلى مستويات عليا إرضاء لخصومها الخليجين فلا يلزمها البته.