دارا للسلام

بقلم – حسام الدين كرنديس

مع ذكرى إستقلالنا المجيد كل عام و الامة السودانية بخير و وطننا و جيشنا الحارث حمانا و قادنتا في الجانبين المدني و العسكري بخير ربنا يحفظ كبارنا و صغارنا و شبابنا و يوفقنا على طاعته ورضاه
التحية للذين ضحوا بدمائهم فداءا لهذا الوطن من اجل عزته و كرامته و ان يعيش هذا الشعب حرا ابيا و بذلوا كل الغالي و النفيس
التحية لشهداء ثورة ديسمبر المجيدة و فتحوا صدورهم صدا لبطش الظالمين و لكل شاب و شابه ( شفاتي و كنداكة ) ترك اهدافه الشخصية و وضع الوطن في حدقات العيون
التحية لكل موظف شريف و عفيف عمل بإخلاص و تفاني وفقا لقانون ولوائح موؤسسته لم ينكسر لمسؤول و لم تهذه عطايا و رشاوي ضعفاء النفوس و خدم من اجل المصلحة العامة
التحية للفلاحين الذين حرثوا الارض و انبتوها حتى خروا عرقا لتخضر هذه الارض و ينعم ابناؤها بثمارها ،
التحية ايضا للعمال في مهنهم المختلفة الذين تحملوا عناء تلك المهن ليأكلوا رزقا حلالا بعيدا عن الخبيث من العمل
التحية للمراة السودانية التي عملت يد بيد في ساحات العمل المختلفة و كانت خير سند للرجل في احلك الظروف و لعبت دورا عظيما في تاريخ السودان القديم و الحديث وقد حكمت المرأة في العصور القديمة ايام المماليك النوبية قبل الاسلام لم ينحصر دور المرأة على الحياة الاجتماعية بل اقتحمت السياسية في وقت مبكر و ابهرت العالم و شغلت المناصب المختلفة من الطبيبة الي المعلمة الى السفيرة و الوزيرة و حتي المناصب العسكرية
من النساء الرائدات في السودان الملكة اماني ريناس التي اشتهرت بالكنداكة حيث حكمت مملكة كوش بعد وفاة زوجها الملك ترتيقاس و قادت الجيش بنفسها و ايضا الشاعرة المناضلة مهيرة بنت عبود التي لعبت دورا في تحفيز جنود شمال البلاد في القتال ضد الغازي وكانت تقوم بدورها وتلقي بالاشعار الحماسية اما اول برلمانية عربية و افريقية هي فاطمة احمد ابراهيم حصلت على جائزة الامم المتحدة لحقوق الانسان
حواء جاه الرسول المغنية الشعبية الشهيرة بحواء الطقطاقة برزت في الاغاني الحماسية الوطنية و مقاومة الاستعمار الانجليزي تعرضت للاعتقال عدة مرات وهي الام الروحية لأغاني البنات ظل دورها الوطني واضحا في الغناء للنضال و الجيش و الحركة الوطنية و اول من تغنى للاستقلال و كانت احد المشاركين بالغناء في زواج الملك فاروق و الملكة ناريمان .
الاطفال السودان ايضا كان لهم دور كبير و شاركوا بروحهم خصوصا في فترة ثورة ديسمبر و ما قبلها بثوا روح الحماس في الثوار بترديدهم للاغاني ضد النظام المباد و ساهموا ببناء المتاريس و بتقديم الخدمات و توزيع المياه و الوجبات و كان لهم دور اكبر من احجامهم
تعالوا نلم الشمل و نتقبل بعض بكل اشكالنا و قبائلنا و اطيافنا و احزابنا نضع دستورا قويا و يحكمنا من خلاله القانون نترك العنصرية و الصراع من اجل المناصب و المنفعة الشخصية ، نعمر هذه الارض و نبني سودانا الجديد و نجعلها دارا للسلام .