المملكة السعودية .. دعم سلام جوبا واسناد السودان في المحافل الدولية
المملكة العربية السعودية من البلدان الكبرى التي ظلت داعمة للسودان على مر العصور، حيث إنها لم تتوقف يوماً من تقديم الدعم للشعب السوداني، وشمل الدعم السعودي كافة مناحي الحياة الإجتماعية والإقتصادية والحياتية عبر محاور متعددة، اولها الدعم المباشر من المملكة للحكومة السودانية، وهو دعم كان ظاهرا إبان الفترة الإنتقالية الحالية بالسودان.
ومعروف للكل أن المملكة عملت جاهدة لسد النقص الذي واجه الحكومة في بداياتها ومازالت الرياض تقدم للسودان حتى يخرج من هذ الفترة وهو اكثر منعة وأشد قوة.
وتترجم الدعم السعودي للسودان خلال تنظيمها للمؤتمر الثامن لأصدقاء السودان، الذي استضافته الرياض، عبر تكنولوجيا الفيديو كونفرنس ابان اغلاق جائحة كورونا، وذلك بصفتها رئيس مجموعة أصدقاء السودان، وبمشاركة جمهورية جنوب السودان، باعتبار جنوب السودان راعياً لمفاوضات جوبا للسلام بين الأطراف السودانية، إضافة لشركاء السلام أطراف المفاوضات في محادثات جوبا للسلام، وبمشاركة 25 دولة ومنظمة.
وجاء مؤتمر اصدقاء السودان تجسيداً لمعاني الأخوة، والجيرة، وتعزيزاً لروابط أزلية مصدرها العروبة، والإسلام، خصوصاً أن السودان يمر بظرف دقيق، بعد نجاح شعبه في صنع التغيير، وفي الوقت نفسه ظلت المملكة تبذل جهوداً مع الولايات المتحدة لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وتحقق ذلك وعاد السودان مرة أخرى للاندماج في النظام المصرفي العالمي، لتسهيل تخطيط برامجه التنموية، وإعادة الإعمار. ومن أهم أهداف الاجتماع الذي نظم بالمملكة وقتها أنه أتاح للمملكة فرصة دعم عملية المفاوضات، وجمع أطراف النزاع للتفاوض، وصولاً إلى اتفاق سلام شامل، وتحقيقاً لسلام مستدام. فضلا عن أن المملكة حريصة على الدفع للأمام بالخطوات المطلوبة من المؤسسات المالية للبدء بعملية إعفاء السودان من ديونه.
وتتابع خطوات الدعم السعودي للبلاد عندما تم السلام في دولة جنوب السودان حيث وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، التهاني لحكومة وشعب السودان، بمناسبة توقيع اتفاق السلام في جوبا، وأكد استمرار السعودية في دعم الشعب السوداني.
ونقل وزير السعودية لشؤون الدول الأفريقية، أحمد بن عبد العزيز قطان، في مراسم حفل توقيع اتفاق جوبا للسلام باسم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، خالص التهاني لقيادة وشعب السودان بمناسبة التوصل إلى اتفاق جوبا للسلام، وجددت السعودية تأكيداتها بأنها عازمة على الاستمرار في دعمها للشعب السوداني لتحقيق طموحاته وآماله المشروعة.
ومعروف أن السعودية لها ثقة في قدرة السودانين على المضي قدما في طريق السلام وتجاوز تبعات الماضي وصناعة مستقبل مشرق على أسس التعايش السلمي المشترك والعدالة وتكافؤ الفرص، حسب ما أشارت وكالة أنباء السعودية واس.
وفي أكثر من محفل أكدت المملكة الرياض دعمها للسودان ليعود إلى مكانته الطبيعية في مقدمة الدول العربية والإفريقية والعالم”. وأنها ستعمل ما في وسعها حتى يتبوأ السودان الشقيق مكانه الطبيعي في مقدمة الدول العربية والجوار الإفريقي ودول العالم”.
وإنها على الدوام تشدد على أهمية احترام سيادة السودان، واستقلال قراره، ومعالجة الأسباب الجذرية للنزاع في سبيل الوصول إلى سلام شامل يعزز وحدته الوطنية وأمنه الإقليمي”.
ومما لاشك فيه أن الدور الكبير الذي تلعبه الممكلة العربية السعودية يأتي في سياقات مختلفة، أهمها دعمها لوحدة الشعوب العربية والإسلامية، التي لاينكر أحد أن المملكة حامية للحمة الإسلامية في شتى بقاع العام، وستظل المملكة العربية السعودية داعمة للسودان وشعبه في كل المحافل، لأن ذلك مبدأ اصيل تتعامل به مع الشعوب العربية والإسلامية ولم تتأخر يوماً في مد يد العون لمن لاذ بها طيلة السنوات الماضية.
ومن نافلة القول القطع بأن المملكة سيكون لها أدوار متعاظمة في مستقبل السودان المنظور حتى يجد دوره الريادي وحتى يتخطى المرحلة الحرجة التي يمر بها في ظل الحكومة الإنتقالية الحالية، ومن ثم سيتعاظم هذا التعاون والدعم ليشمل مجالات أكثر حتى تتحقق شعارات الإخاء الإسلامي ورعاية المملكة لكل الشعوب العربية والإسلامية مستقبلاً.