ويسألونك لماذا أنت ضد التطبيع؟!

د.أبو بكر محمد يوسف موسى

لم أجد مسألة ولا حدثا تناوله القرآن الكريم كمسألة العلاقة مع اليهود والتي غالبا ما يتحدث فيها القرآن بآيات بينات لا تحتاج لشروحات كثيرة أو تعقيدات مفسرين.

ويلجأ كثير من الإخوة الجانحين نحو التطبيع للاستدلال على التعامل مع اليهود بحادثة تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع اليهود ورهن درعه لهم متناسين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قام بغزوهم وطردهم بعد أن تكشفت له خيانتهم ونقضهم للمواثيق وبعد أن فضحهم القرآن بآيات بينات واضحات.

واليهود الذين تعامل معهم الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكونوا محاربين ولا محتلين، بل كانوا معاهدين مسالمين خاضعين لشروط دولة المدينة، وقال الله سبحانه وتعالى في ذلك (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)

واليهود في المدينة كانوا في حالة ضعف على عكس واقع اليوم المحكوم بقول الله تعالى في ذات سورة الممتحنة (إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فاؤلئك هم الظالمون).

لا ترتيب للسور سأحاول استحضار بعض الآيات التي تحدثت عن اليهود وفضحت عما في قلوبهم..
إذ يقول رب العزة في تحذير وكشف واضح:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ)

وفي آيات واضحات الدلالة والمغزى يقول الله تعالى (يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود ولا النصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم ان الله لايهدي القوم الظالمين)

وهذا التحذير الرباني لم يأت عبطا ولا اعتباطا حاشا لله فكشف لنا سبحانه وتعالى عما في صدورهم وعما يكنونه لنا من بغضاء فيقول سبحانه (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد أيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم)

ويقول أيضا (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله )

وبين لنا ما يختلج في صدورهم من حسد لنا إذ يقول (إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لايضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط)

وأي خير تنتظرونه منهم بعد قوله تعالى (ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم)

وبين القرآن الكريم تربصهم بنا (إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا لكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون)

وفي فضح واضح لما في ألسنتهم وقلوبهم يقول سبحانه وتعالى:

(كيف وإذ يظهروا عليكم لايرقبوا فيكم إلا ولاذمة يرضونكم بافواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون).

وبعد أن بين الله اكاذبيهم وحقدهم وحسدهم وما تحتويه قلوبهم لنا قال وقوله الفصل (ياايها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود النصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لايهدى القوم الظالمين)

وبعد أن فضح الله اليهود بقرآن واضح نقرأه صباح مساء بلا تدبر  وبعد أن حذرنا تحذيرا واضحا في الآية السابقة بعدم موالاتهم مضى ليحدثنا عن المطبعين واصفا إياهم بالمرض فيقول فيهم (فتري الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى ان تصيبنا دائره فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين)

وفي سلوى للممانعين القابضين على الجمر يقول الله تعالى (ياايها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل لا يخافون في الله لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم).

ومن بعد هذا يسألونك ولما أنت ضد التطبيع.