“قِدرة الخير” : قصة الفول المجاني بحي الطائف

الخرطوم:  إبراهيم ساعد

يلاحظ المارة يومياً في شارع عبد الله الطيب جوار شركة سكر النيل الأبيض صفاً من الأواني المتنوعة أمام إحدى البيوت فيما يتوزع أصحابها في ظل حائط البيت أو الأشجار  في انتظار بداية التوزيع ..

ما أن تجهز (قِدرة الفول) الضخمة حتى يفتح باب المنزل على مصراعيه حباً وكرامة ويبدأ توزيع الفول مجاناً حيث التنظيم الدقيق والسرعة .. فخلال أقل من نصف ساعة يكون الجميع قد أخذ نصيبه من الفول الشهي ورجع إلى منزله مجبور الخاطر ..

نساء وأطفال ورجال وعمال وعابري طريق كلهم يأخذون دون فرز أو تمييز لأحد .

فما هي قصة هذا الفول ؟

 أبناء الراحلة الأستاذة عائشة أحمد حسن التي رحلت قبل شهور قليلة لم ينتظروا كثيراً عقب انتهاء مراسم العزاء وشرعوا على الفور في مواصلة أعمالها الخيرية وعطاءها النبيل براً بها وصدقة لروحها الطاهرة ..

الأستاذة الراحلة التي عرفت في منطقة الطائف وما جاورها بالعطاء السخي ومساعدة الناس وكان بيتها قبلة لكل صاحب حاجة وقد ظهر ذلك في توافد اعداد كبيرة من الناس للعزاء وكل يحكي قصة عطاءها وبرها ومساعدتها للمحتاجين ..

تركت كذلك الأستاذة عائشة سيرة إدارية وتربوية وتعليمية ثرة منذ ان تعينت معلمة في بداية السلك الوظيفي وحتى وصولها لقمة الهرم الإداري بمنطقة الخرطوم التعليمية حيث كانت نعم المعلمة الخلوقة في كل المدارس والإدارات.

أحد أبنائها القائمين بأمر (قِدرة الفول) قال لنا أن الوالدة عليها رحمة الله كانت تنفق في ابواب كثيرة ولكن أحب العطاء لها كان الإطعام لذلك قررنا أن يكون برنا لها فيما كانت تحب واتفقنا ان تكون (قِدرة الخير) صدقة لروحها ومواصلة لمشوار عطاءها وخيرها ورسالتنا لكل الناس أن تفقدوا المحتاجين حولكم واحرصوا على الإنفاق في الخير خاصة الطعام.

ختاماً هذه لمحة من عطاء نبيل وخير عظيم من هذه الأسرة العريقة، نسأل الله الرحمة والمغفرة للأستاذة عائشة أحمد حسن، والدعوات الطيبات لأبنائها الكرام أن يتقبل الله منهم هذا العمل الكبير ويخلف عليهم بالخير .