جمعية الأخوة السودانية الفلسطينية تدعو لمقاومة التطبيع | بيان صحفي

بيان من جمعية الأخوة السودانية الفلسطينية
(فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ)
صعق الشعب السوداني والضمير الإنساني بخطوة الحكومة الانتقالية السودانية بمباشرة خطوات التطبيع الذليلة مع الكيان الصهيوني، ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية التي ربطت شرط التطبيع بإزالة السودان من قائمة الإرهاب، معبرة عن سلوك استكباري استعماري ظالم، وتجسيد لحكم القوي على الضعيف في أقبح عملية ابتزاز وقهر وإزدراء لكل قيمة وكرامة .
اننا إزاء هذا الظلم المرير والحيف العظيم والاستسلام الذليل من حكومة الفترة الانتقالية نعلن لله والتاريخ التالي :
1/ رفضنا القاطع والتام لعملية الاستسلام الذليلة للصهاينة ، ونؤكد بأن الموقف من فلسطين المحتلة والقدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس للبيع والمساومات المذلة في سوق النخاسة الاستعماري.
2/ إن الحكومة الانتقالية غير مفوضة للدخول في مثل هذه الاتفاقيات ذات الطبيعة الاستراتيجية، وهذا لايكون الا لحكومة منتخبة شعبيا، ولكن الحكومة قد تجاوزت مهامها، ونكصت عن اعلان رئيس وزرائها عدم تفويضها لأمر التطبيع، ثم عادت لتبصم على ما هو خارج تفويضها.3/ وجد الشعب السوداني نفسه أمام خيانة عظمى من حكومته، سبقها تضليل متعمد ووعود جوفاء بعدم اختصاصها بالتطبيع وعدم موافقتها على ربط مسار رفع قائمة السودان من القائمة الإرهابية الأمريكية مع التطبيع وبيع القضية الفلسطينية.
4/ إن التطبيع مع الصهاينة فيه خيانة ليس فقط للموقف التاريخي الصحيح لعاصمة اللاءات الثلاثة الذي تشرف به السودان وصار بعض ثوابته الوطنية.
ولكن التطبيع أيضا خيانة لشعارات ثورة ديسمبر 2018 (حرية… سلام…. عدالة) فكيف لحكومة تمثل ثورة شعبية رفعت شعارات قيم الكرامة والعدل ورفض الظلم وطلب السلام، تضع يدها على يد الصهاينة المغتصبين الظالمين وتمنحهم صك براءة من أعظم الجرائم في التاريخ الإنساني في حق الشعب الفلسطيني وبيت المقدس، وما جوهر التطبيع الا موافقة ومناصرة وعون واقرار للظالمين المعتدين المستعمرين..5/ إن ربط التطبيع بنزول المن والسلوى وتسويقه على أنه الحل لأزمات و مشكلات وأزمات السودان الاقتصادية فيه تضليل ومغالطة للحقيقة، فما زاد التطبيع الذين سبقونا به الا خبالا وتخلفا وحروبا وعدم استقرار، فكل النتائج العملية للمطبعين كانت عاقبتها الخداع والفتن والسراب وخسران الدنيا والقيم، وكل تجارب موالاة الصهاينة لم يجني منها السابقون بها الا الخيبات. ومن عجب تجريب المجرب وبيع الوهم وانتظار البروق الخلب.
6/ إن رفع السودان من قائمة الإرهاب الأمريكية الظالمة حق أصيل، ما كان له أن يلوث بخيانة تاريخية ظالمة.
7/ نؤكد للمرابطات والمرابطين لحماية المسجد الأقصى ولآلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية، ولكل المرابطين على الأرض المباركة ولملايين المظلومين والأرامل والمطاردين ومن قبلهم الشهداء من أبناء فلسطين، بأن شعب اللاءات الثلاث لن يتخلى عن قضيتكم العادلة، ونصرتكم الواجبة، ولن يبيع تاريخه وأخلاقة ومبادئة وضميره وانحيازه الأبدي الفطري للعدل ورفض الظلم الاستعماري ليكون كرتا في حملة انتخابية أمريكية أو لإنقاذ المستقبل السياسي لرئيس صهيوني سامكم صنوف القهر والظلم والحصار.
8 / ندعو شعبنا الذي ما تلوث تاريخه بنصرة الظالمين المستعمرين ولا الخنوع للخائنين أن يرص صفوفه ويوحد موقفه في أكبر جبهة لمقاومة ورفض التطبيع الذي أمضاه مخادعيه الذين زوروا ارادته وباعوا تاريخه وحاضره ومستقبله خدمة لأطماعهم في سلطة ما رعوا عهدها.(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)
الأمانة العامة لجمعية الأخوة السودانية الفلسطينية
23اكتوبر 2020