ظَفْر أكتوبر وذكري الأمجاد
بقلم : صديق الترابي
كل عام وأنتم وبلادنا بألف خير.
يطيب ان نهنيء بعضنا بذكرى ثورةٍ توافقيةٍ سلسة مثلت نجاحاً وطنياً نقل البلاد من أول عقبة في المواجهة العسكرية والمدنية إلى رحاب الصراع السياسي والانتقال للانتخابات.
ثورة يفوتنا أحياناً انها، وتغييرات أخريات لحقت بعدها، كانت أيضاً بسببين هامين :هما حق البعيدين عن المركز في حكم أنفسهم ( الحكم الاتحادي) لاحقا، وتمرد فحرب الجنوب.
إذ كانت تقريرات مؤتمر المائدة المستديرة مبنية على مقولة لفقيه قانون الزمان الدكتور حسن الترابي بندوة جامعة الخرطوم الشهيرة حول: أن مسألة الجنوب مسألة سياسية، رغم التمرد العسكري الفعلي. ثورة قالت ففعلت، إن الطلاب، وهم الشباب، ذخر للوطن. وظهر ذلك في أدوار البطولةوالاستشهاد لطلاب الجامعة حينها. ولا حسرة على أن البلاد تدور حول ذات النقاط كل عقدين من الزمان أو ثلاثة. لكن الاعتبار واجب. والذكرى نفعها في الاعتبار. وتفوقت ولمعت أكتوبر في قدرة الإخراج الذكي المتفق عليه من مأزق إهانة وإذلال القيادات العسكرية القومية المتدخلة في السياسة بالوعد والعهد لذات القيادات فسلمت السلطة. فلم يحدث قتل يُعجز عن مجرد التحقيق فيه في زمن السجلات والمعلومات.
ولئن منح رب الزمان جيل أكتوبر ميزة الاستغناء الاقتصادي عن كل العالم فقد منح جيل التغيير الأخير في أبريل ٢٠١٩م مزايا التقدم العلمي والانتشار العالمي والانتظام السياسي وخيارات بين قوى عديدة في العالم . وإن غاب القطب الذي وازن الغرب فإن أقطاباً عديدة تظهر الآن.
ومنح الله السودان الثروات المعروفة، ولكن بإضافة قدرات إضافية للمنتجين بفضل إطلاق قرارات رشيدة أدت لدخول الناس إلى الانتاج الواسع والاسهام الكبير في زيادته، وإن خذلتهم أحياناً وخذلت وطنهم سياسات ضعيفة أو غائبة.
أكتوبر محطة إلهام. تقبل الله من جيلها الهمام. وألهم بها وقتنا الحاضر وجعل ذكراها معلما وممراً لما هو أفضل. وكل عام وأنتم بخير.
صدّيق التُرابي. المنشية. ٢١ أكتوبر ٢٠٢٠م.