مقال: النفاق الاجتماعي.. بين القناع المزيف وحقيقة العلاقات

بقلم – حسام الدين كرنديس

النفاق الاجتماعي ظاهرة قديمة ومعقدة تتجلى في حياة الأفراد والمجتمعات، حيث يبرز تناقض بين ما يقال علنا وما يتم ممارسته في الخفاء. يظهر النفاق كوسيلة لتحقيق القبول الاجتماعي أو المصالح الشخصية، مما يؤدي إلى تآكل الثقة وتفكك الروابط الحقيقية بين الناس.

ما هو النفاق الاجتماعي

النفاق الاجتماعي هو سلوك يقوم به الفرد أو المجتمع بتبني قناع من القيم والأخلاق المثالية التي لا تعكس حقيقة ممارساته. يظهر هذا السلوك في المجاملات الزائفة، المدح غير المبرر، وإخفاء النوايا الحقيقية بهدف التلاعب أو تحقيق مكاسب شخصية على حساب الآخرين مما يترك صورة ذهنية إيجابية .

أسباب النفاق الاجتماعي

* الرغبة في القبول : يسعى الكثيرون إلى التوافق مع توقعات المجتمع، حتى لو كانت تلك التوقعات لا تعبر عن قناعاتهم الحقيقية.
*. الخوف من النقد : يخشى الأفراد من انتقاد الآخرين أو رفضهم، مما يدفعهم لتبني مواقف لا تعبر عن آرائهم الفعلية.
* السعي وراء المصالح الشخصية : قد يلجأ البعض إلى النفاق لتحقيق أهداف مادية أو اجتماعية، مثل الحصول على وظيفة أو توسيع دائرة العلاقات و توطيد علاقات شخصية مبنية على ثقة الأطراف الأخرى .
*. الثقافة المجتمعية : في بعض المجتمعات، يصبح النفاق مقبولا اجتماعيا كجزء من الأعراف والتقاليد، مما يعزز انتشاره .
ينتشر غالبا في المجتمعات الحديثة التي تبنى على علاقات مادية أو اقتصادية و يكون وسيلة لبناء الثقة بين الأطراف.
*. عدم القدرة على المواجهة و إظهار النوايا الحقيقية التي تحمل صفات منبوذة مثل الغيرة و الحسد و العقد الداخلية

آثار النفاق الاجتماعي

*. ضعف الثقة : يؤدي النفاق إلى تآكل الثقة بين الأفراد، حيث يصعب تمييز الصدق من الزيف.
*. تدهور العلاقات : يخلق النفاق علاقات سطحية وهشة، تعتمد على المصالح بدلا من الاحترام المتبادل.
*. تفشي السلبية : يعزز النفاق مشاعر الإحباط والتوتر بين الأفراد، ويؤدي إلى بيئة مليئة بالشكوك والانتقادات و عدم الثقة في الآخرين .
*. إضعاف القيم الأخلاقية : يساهم في تقليل أهمية الصدق والإخلاص، مما ينعكس سلبا على الأجيال القادمة.

حلول علمية و عملية للتصدي للنفاق الاجتماعي ؟

*. تعزيز الصدق : نشر ثقافة الصراحة والوضوح في العلاقات، سواء على المستوى الفردي أو المجتمعي.
*. تشجيع الحوار المفتوح : توفير مساحات آمنة للنقاش الحر بعيدا عن الأحكام المسبقة أو التوقعات الزائفة.
*. ترسيخ القيم الأخلاقية : من خلال التعليم والأسرة، يمكن غرس مبادئ الاحترام المتبادل والشفافية ابتدأ من فترة الطفولة من خلال التربية.
*. القدوة الصالحة : تشجيع الأفراد على التصرف بصدق من خلال تقديم أمثلة إيجابية من قادة أو شخصيات مؤثرة.

حكم و أقوال من الفن ترسخ نبذ هذه الصفة المنتشرة

غنى الفنان جعفر السقيد : خليك معاي واضع لا يبقى قولك ني يا انت ابقى معاي يا انت ما ليك بي

كما تغني محمود عبد العزيز : لو الريد عشم و حظوظ اكيد يا قلبى ما محظوظ ( روح ان شاء الله في ستين )

غنت احى المغنيات : قدامي بشكروني بوراي قولهم تاني

و تغنت اخرى : عرفتكم كشفتكم عاملين فيها ناس طيبين ( حريقة تحرقكم كلكم ) .

ختاما

النفاق الاجتماعي مشكلة تتطلب مواجهة صريحة وشجاعة. يتطلب ذلك من كل فرد أن يتحمل مسؤولية أفعاله ويتبنى قيم الصدق والإخلاص في تعامله مع الآخرين. فالمجتمع القوي هو الذي يقوم على أسس الثقة والاحترام، لا على الأقنعة الزائفة والابتسامات المريبة.